السودان: تجدد الاشتباكات في مدينة الفاشر… مقتل طبيب في «ود مدني»
الخرطوم ـ «القدس العربي»: قالت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة وسط السودان إن قوات الدعم السريع تحاصر قرية « انجضوا الحلاوين» شمالي الولاية لليوم الرابع على التوالي وتقوم بجلد النساء والأطفال وترويع أهالي القرية بينما تواصل إطلاق الرصاص في الهواء.
وأشارت إلى وصول أرتال عسكرية إلى القرية لتعزيز قوات الدعم السريع، وهي ذات تسليح ثقيل ومتوسط. وذكرت أن نحو 40 عربة عسكرية محملة بعشرات الجنود هاجمت أهالي القرية، متهمة إياها بنهب السيارات والذهب وأموال المواطنين وسرقة بضائع المحلات التجارية.
وتقع قرية « انجضوا الحلاوين» في محلية الحصاحيصا شمال ولاية الجزيرة، وتعد من أكبر قرى منطقة الحلاوين.
يأتي ذلك في وقت تجددت فيه الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم أمس الجمعة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. فيما أبلغ شهود عيان « القدس العربي» بسماع أصوات قصف مدفعي عنيف بينما تصاعدت أعمدة الدخان من النواحي الشمالية والشرقية للمدينة.
وأفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بسقوط إصابات بين المدنيين، تم نقلها إلى المستشفى الجنوبي.
وبعد أنباء عن وصول دعم عسكري لقوات الدعم السريع المتمركزة في محيط الفاشر، قالت لجان المقاومة أن الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة الموالية له تواصل الاشتباك مع قوات الدعم السريع شرق مدينة الفاشر منذ صباح الجمعة.
وقالت إن القاذفات والمدافع الثقيلة تسقط بشكل عشوائي على منازل المواطنين مما أسفر عن وقوع إصابات وسط المدنيين.
وحسب شهود عيان يحاول الجيش إبعاد قوات الدعم خارج المدينة بعد وصول إمدادات جديدة لقواتها من الناحية الشرقية.
ومع احتدام المعارك في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تتصاعد المخاوف من أن تعيد « معركة الفاشر الكبيرة» إقليم دارفور الواقع غرب السودان إلى مربع الحرب الأهلية.
في الأثناء تتواصل دعوات القوى المدنية السودانية والمجتمع الدولي لأطراف القتال بعدم استهداف مناطق تجمع المدنيين، بالغارات الجوية والقصف المدفعي أو زراعة الألغام وغيرها من الأنشطة العسكرية.
وتعد الفاشر آخر معاقل الجيش في دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أربعة من أصل خمس ولايات في الإقليم.
وتحتشد في المدينة عدة حركات دارفورية موالية للجيش وأخرى تؤكد رفضها للحرب، الأمر الذي أدى إلى تعدد جبهات القتال، بين الجيش والدعم السريع من جانب، والحركات والدعم من جانب آخر فضلا عن الاشتباكات بين قوات الحركات نفسها التي تشهد انشقاقات متتالية.
وتحاول قوات الدعم إحكام سيطرتها على إقليم دارفور، الأمر الذي قد يمكنها من تشكيل سلطة غرب البلاد، موازية للحكومة التي يقودها الجيش من مدينة بورتسودان شرق السودان.
بالتزامن أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء السودانيين مقتل الطبيب «عثمان قسم الله» على يد أفراد من قوات الدعم السريع أثناء محاولتهم نهب عيادته ومنزله في حي بركات في مدينة «ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود وهي آخر المنظمات العاملة في مدينة ود مدني، قد أعلنت يوم الخميس الماضي، سحب فرقها العاملة في مستشفى المدينة، مشيرة إلى أنها أجبرت على ذلك.
وتشهد ولاية الجزيرة التي تسيطر قوات الدعم السريع على نطاق واسع من أراضيها اضطرابات أمنية واسعة، بينما تتفاقم الأوضاع الإنسانية ونقص الغذاء في الولاية التي كانت تعد « سلة غذاء السودان».
وفي وقت تتعثر عمليات الرصد بسبب انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت عن نطاق واسع من ولاية الجزيرة، وسيطرة قوات الدعم على أجهزة « ستارلينك» المعدودة في الولاية، بيّنت آخر إحصائية نشرها المرصد السوداني لحقوق الإنساني أن هجمات الدعم السريع في الفترة الممتدة من 6 إلى 27 فبراير/ شباط الماضي طالت نحو 40 من قرى الجزيرة.
وتتوالى نداءات لجان المقاومة لحماية المدنيين في الجزيرة، متهمة قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر وعمليات نهب مسلح هناك واقتياد مدنيين بينهم نساء إلى أماكن غير معلومة.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي تسيطر قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة، وسط اتهامات لقواتها بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين.