حماية الأوطان ليست فقط من مهام الجيوش وتسليح شعوب السُّودان خطوة مهمة للدفاع!!
عبدالغني بريش فيوف
قلت في مقالات عدة سابقة في انتقادي للجيش السوداني، إن وظيفة الجيوش الأساسية هي حماية الأوطان من الاعتداءات الخارجية وتوفير الأمن للمجتمع وليس حماية الحكام المكنكشين الذين يريدون التمسك بكرسي السلطة للأبد.
وكانت انتقاداتنا للجيش السوداني دائما وابدا، نتاج ممارسات هذا الجيش الذي تحول إلى مليشيات بيد الحكام العابثين، لممارسة العدوانية ضد من ينشد الحرية والتغيير، لتعصف بالجميع دونما مراعاة لأي وازع أو أدنى ضمير. جيشٌ لا يستند لأي قواعد معرفية حول وظائف الجيوش ومهامه الأساسية.
جيش تكدَس في مخازنه كل أنواع الأسلحة التي تحولت وبالاً على الشعوب السودانية المغلوبة، لتسقط جراء ذلك وعلى مدار ستين عاما، مئات الآلاف من الابرياء بين قتلى وجرحى، وقسراً هُجِّر الملايين مِمن نزحوا هروبا من ويلات الحروب إلى معظم أصقاع المعمورة، كل هذا بأيادي وسلاح هذا الجيش الذي تشكل وتمَّ تسليحه من عَرَق الشعوب السودانية وعلى حساب أقواتها الضرورية التي حُرمت منها على مدار عقود، بحُجَّة بناء جيش قوي يحمي السودان وكرامته من أي خطر يهدد حدوده، سيما والأطماع الخارجية والمؤامرات تتربص به من جميع الجهات لاستغلال ثرواته.
أمطر هذا الجيش، مدن وقرى جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق وجنوب السودان، بأصناف متنوعة من الأسلحة الفتاكة، شاهد العالم بأسره على استخدامها، كما رآى وسمع وهو يرى الأطفال يختنقون ويموتون أمام وسائل الإعلام في مشاهد يومية مروعة.
نعم، ما فعله الجيش السوداني ضد مواطنيه في المناطق التي ذكرتها في الأعلى، مروع ووحشي ولا يمكن نسيانه على الاطلاق. لكن اتضح ان هذا الجيش الذي اضفى على نفسه هالة من الرهبة وانه جيش قوي لا يهزم، اتضح انه اضعف من بيت العنكبوت، حيث فشل فشلا ذريعا في ابعاد ميليشيات الجنجويد عن القيادة العامة واخراجها من بيوت ومنازل المواطنين في العاصمة السودانية الخرطوم وقد مرت على الحرب ما يقرب على تسع أشهر.
وازاء فشل الجيش السوداني في الدفاع عن المواطنين، وقد انتهكت ميليشات الجنجويد كل حرماتهم وعرضهم، فإن دعوة تسليح المواطنين قد تأخرت كثيرا، لكن ان تاتي متأخراً خير من ان لا تأتي ابدا.
يجب منح جميع السودانيين القادرين إجازة لحيازة السلاح والدفاع عن النفس أسوة بمليشيا الجنجويد التي منحت إجازات حمل السلاح، لأنه لا الجيش ولا الدولة، قادرة على حماية المواطنين الأبرياء من المخاطر التي يتعرضون لها من نهب وسلب لممتلكاتهم.
ان دعوة حمل السلاح ليست دعوة عبثية كما يردد العبثيين، ولم تأتي إلا بعد ان شخصت الأبصار من شدة الحَيْرة والدهشة، وبلغت القلوب الحناجر من شدة الرعب، وغلب اليأس المنافقين، وكثرت الأقاويل، ويظنون بان المواطن لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
ان مواصلة ميليشيا الجنجويد الإرهابية، المدعومة من دويلة آل نهيان وقُطعان الجوار الأفريقي في ممارسة الانتهاكات الإنسانية الجسيمة بحق الشعوب السودانية، منذ حربها في 15 ابريل 2023، هي جرائم كبرى وعظيمة وثقتها تقارير حقوقية وأممية وكاميرات الجنجويد نفسها.
تستمر ميليشيا الجنجويد الإرهابية، اعتراض قوافل الإغاثة، والسطو عليها، ووضع شروط مجحفة لإيصالها إلى الفقراء البالغ نسبتهم نحو 96% من الشعب السوداني، بحسب تقارير دولية، ووكالات أممية متخصصة، كما تواصل الميليشيا المارقة، ممارسة عملياتها الإرهابية ضد المدنيين في قرى ولاية الجزيرة ودارفور وكردفان، حيث قصفت خلال الأيام الماضية مناطق مكتظة بالسكان، في ود مدني، بالصواريخ العشوائية بذريعة البحث عن الفلول.
وبينما تنتهك هذه الميليشيا حق الشعب السوداني في الحياة الكريمة دون خوف ارهاب. تكشف أحزاب الحرية والتغيير “قحت”، وبشكل قاطع الدور القذر والخبيث الذي تؤديه ضد الوطن، وأن تكليفاتها جاءت من نظام دويلة آل نهيان الإبليسية.
إن ائتلاف قحت ومعه العملاء الآخرين، يعتبرون الدعوة لتسليح المواطنين للدفاع عن انفسهم، دعوة مفتوحة للحرب الأهلية في السودان، وكأن السودان لم يدخل بعد مرحلة الحرب الأهلية الشاملة!!
إن النظر الى دعوة تسليح المواطنين على أنها دعوة لحرب أهلية، انما كلام ينم عن قصر نظر وعدم المام بمفهوم الحرب الأهلية، الذي ينص التعريف التقليدي لها على أنها “صدامٌ عسكريٌّ مستمرٌّ، داخليٌّ، بالدرجة الأولى، يفضي إلى مقتل ما لا يقل عن ألف شخصٍ، في ميدان المعركة، وتتواجه فيه قوات الحكومة المركزية مع قوة متمردة قادرة على إيقاع خسائر في صفوف القوات الحكومية، تعادل 5%، على الأقل، من عدد وانطلاقًا من هذا التعريف، فإن الأحداث الجارية في السودان منذ 15 ابريل 2023، هي حرب أهلية، و”الواقعية” تقتضي الإقرار بأن الصراع في السودان هو حرب أهليةٌ بامتيازٍ، وبأنه لا فائدةً ولا معنىً ولا قيمةً لإنكار ذلك.
السودان منذ 15 ابريل 2023، يعيش حربا أهلية، حتى لو ابى العملاء والانتهازيين، وذلك للأتي:
القتل على الهوية في اقليم دارفور، يعد حربا أهلية.. لكن عملاء آل نهيان وبن سلمان من السودانيين، لا يهمهم هذه الحقيقة!!
احتلال بيوت ومنازل المواطنين، يعد حربا أهلية!!
اغتصاب النساء وسبي البنات، يعد حربا أهلية!!
تدمير المنشآت الحيوية في البلاد، يعد حربا أهلية!!
كل هذه الأفعال والأعمال الوحشية التي وقعت وما زالت تقع في السودان منذ حرب ميليشيات الجنجويد ضد الشعوب السودانية، تعتبر حربا أهلية بإمتياز، لكن العملاء والجبناء والانتهازيين من الحثالة السودانية التي تعمل لصالح دول محور الشر والعدوان على السودان، ترفض تسمية الأمور بأسماءها، ذلك لأنها مدفوع الثمن وتحركها هذه القوى الآثمة والمعادية للسودان وطنا.
القانون الدولي يعترف للشعوب على حقها في حماية نفسها بأن تسلك الوسائل السلمية وغير السلمية، فأجاز اللجوء لاستخدام الوسائل السلمية للحصول على حقها وإن حيل بينها وبين الدفاع عن نفسها هذا بالوسائل السلمية، فإنه يكون لها أن تستخدم من الوسائل غير السلمية بما في ذلك القوة المسلحة ما يكفل لها الحصول على هذا الحق.
ليتسلح كل سوداني قادر على حمل السلاح، للدفاع عن عرضه وماله وبيته، فليخرس كل عميل خائن سوداني يأتمر بأمر آل نهيان ومحمد بن سلمانه..