اشتباكات السودان: الولايات المتحدة تتهم مجموعة فاغنر بتزويد قوات الدعم السريع بالصواريخ
اتهمت الولايات المتحدة مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر بتزويد قوات الدعم العسكري في السودان بصواريخ أرض جو، لاستخدامها في القتال الذي تخوضه ضد الجيش السوداني، الذي يعتمد بشكل رئيسي على توجيه الضربات الجوية.
وقال براين نيلسون، وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في بيان إن “وجود مجموعة فاغنر في القارة الأفريقية يمثل قوة مزعزعة للاستقرار لأي دولة تسمح بنشر موارد المجموعة على الأراضي الخاضعة لسيادتها”.
وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية في بيانها إن مجموعة المرتزقة الروسية ربما تعمل من خلال مالي ودول أخرى على إخفاء جهود تبذلها للحصول على عتاد عسكري لاستخدامه في أوكرانيا.
وأضافت: “إن عقوبات وزارة الخزانة ضد أكبر ممثل لمجموعة فاغنر في مالي تحدد وتعطل عنصرا رئيسيا يدعم أنشطة المجموعة العالمية”.
وقال دبلوماسيون غربيون في الخرطوم في عام 2022 إن فاغنر كانت ضالعة في عمليات تعدين غير مشروعة للذهب في السودان.
وفي المقابل، حذرت الولايات المتحدة يوم الخميس الطرفين المتحاربين في السودان من عقوبات محتملة، بعد تسجيل انتهاكات لاتفاق الهدنة الذي تفاوضت عليه مع كل من واشنطن والسعودية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مجموعة المراقبة، التي تشكلت بعد محادثات جدة والتي قادت إلى إعلان هدنة لمدة أسبوع، رصدت استخدام المدفعية والطائرات بدون طيار والطائرات العسكرية، وكذلك اندلاع القتال في كل من العاصمة الخرطوم ودارفور.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، للصحفيين: “واصلنا تسجيل انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وأضاف مكرراً تحذيراً سابقاً من وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين: “نحتفظ بحق استخدام سلطة العقوبات الخاصة بنا، وإذا كان الأمر مناسباً، فلن نتردد في استخدام هذه السلطة”.
وامتنع ميلر عن الإعلان رسمياً عن انتهاكات الهدنة، قائلاً إن مجموعة المراقبة، التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة والسعودية والجنرالين المتناحرين في البلاد، تحقق في الحوادث التي وقعت يوم الأربعاء.
وعلى الرغم من تهديد واشنطن بفرض عقوبات على الجانبين، إلا أنها أعطت الأولوية للحوار في الوقت الحالي على أمل التوصل إلى حل.
واتهم الجانبان المتحاربان في السودان بعضهما بعضا يوم الخميس بالوقوف وراء انتهاكات وقف إطلاق النار.
وسعت قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، في بيان أصدرته مساء الأربعاء، إلى إلقاء اللوم في انتهاكات وقف إطلاق النار على الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وقالت إن الجيش “شن سلسلة من الهجمات غير المبررة اليوم”، مضيفة أن “قواتنا صدت بشكل حاسم هذه الهجمات”.
وأضافت :”نجحت قواتنا في إسقاط مقاتلة من طراز ميج تابعة للقوات المسلحة السودانية”، وأكدت على الرغم من ذلك أنها ما زالت “ملتزمة بالهدنة الإنسانية”.
ورد الجيش، صباح الخميس، قائلاً إنه “تصدى لهجوم شنته مليشيات الدعم السريع على مدرعات في انتهاك واضح للهدنة”.
وبدورها، علقت مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقي، هانا تيتيه، بالقول إن استمرار القتال “غير مقبول ويجب أن يتوقف”.
وكان الطرفان وقعا يوم السبت الماضي اتفاق الهدنة الجديد في مدينة جدة السعودية بوساطة مشتركة بين الرياض وواشنطن.
ونصّ الاتفاق على هدنة بشأن وقف إطلاق النار لمدة أسبوع تبدأ بعد مرور يومين من التوقيع عليه. ودخل الاتفاق حيّز التنفيذ مساء الاثنين.
انتهاكات متكررة
وكانت الهدنة قد انتهكت بعد دقائق فقط من دخولها حيز التنفيذ ليل الاثنين، حيث أبلغ سكان العاصمة الخرطوم عن ضربات جوية ونيران مدفعية هزت المدينة.
ومنذ ذلك الحين، حدثت انتهاكات أخرى لاتفاق وقف إطلاق النار والذي يهدف إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى المناطق التي مزقتها الحرب.
والهدنة الأخيرة هي الأحدث في سلسلة من الهدنات التي تم انتهاكها بشكل منهجي.
لكن على الرغم من انتهاك وقف إطلاق النار الحالي، إلا أن الهدوء في القتال شهد خروج السكان المذعورين بحذر من منازلهم وبعضهم لأول مرة منذ أسابيع.
وخرج كثيرون للحصول على إمدادات من الغذاء والمياه أو للحصول على رعاية طبية عاجلة بعد ما يقرب من ستة أسابيع من بدء القتال الذي أدى إلى استنفاد الإمدادات الحيوية بشكل حاد، ودفع نظام الرعاية الصحية إلى حافة الانهيار.
ومنذ 15 أبريل/نيسان، عانت العاصمة السودانية وأجزاء أخرى من البلاد من حرب وحشية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بعد خلاف حول دمجها في إطار الانتقال إلى الحكم المدني.
اللجوء إلى مصر مستمر
وفي ما يتعلق بأرقام اللاجئين المستمرة في الارتفاع، ذكر وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن مصر استقبلت حتى الآن 121 ألف مواطن من السودان أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن منذ بدء الصراع.
وأضاف شكري خلال لقاء له الخميس، مع المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في جنيف، أن مصر تستضيفتسعة ملايين مهاجر ولاجئ، مشيراً إلى الأعباء التي تتحملها الحكومة المصرية في هذا الصدد.
وجاء في بيان للخارجية المصرية عقب اللقاء أن الجانبين ناقشا سُبل تعزيز التعاون والشراكة بين مصر والمفوضية في ضوء هذه الأعباء، خاصة في ظل تداعيات الأزمة الراهنة في السودان.