كأس العالم 2022: لاعبو منتخب إيران يمتنعون عن أداء النشيد الوطني في مونديال قطر
امتنع لاعبو منتخب إيران لكرة القدم عن أداء النشيد الوطني قبل مباراتهم مع انجلترا في بطولة كأس العالم يوم الاثنين، في خطوة يُعتقد أنها تعبر عن تضامن مع المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وصمت اللاعبون وظهروا جادين حين عُزف النشيد قبل المباراة التي أقيمت على ملعب خليفة الدولي.
وارتفعت هتافات الآلاف من المشجعين الإيرانيين في المدرجات مع دوي الموسيقى. ورفع البعض لافتات كتب عليها “امرأة…حياة…حرية”.
وقال كارلوس كيروش مدرب إيران إن لاعبيه “أحرار في الاحتجاج”.
وتعد المظاهرات المستمرة منذ أكثر من شهرين، التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني بينما كانت رهن احتجاز شرطة الأخلاق، واحدة من أكثر التحديات للنظام الإيراني منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وقطع التلفزيون الإيراني الرسمي بثه المباشر للمباراة، حين اصطف اللاعبون قبل المباراة بالتزامن مع عزف النشيد الوطني.
لكن يعتقد البعض أن المنتخب الإيراني فقد دعم الجمهور داخل إيران، حيث اتهمهم العديد من الأشخاص بالوقوف إلى جانب حملة القمع العنيفة للدولة ضد المتظاهرين، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين يسعون إلى سقوط الجمهورية الإسلامية.
وكان المنتخب، كما هو معتاد، مصدرا كبيرا للفخر الوطني، لكنهم وجدوا أنفسهم عالقين في السياسة في الفترة التي سبقت كأس العالم، مع ترقب ما إذا كان لاعبو الفريق سيستخدمون البطولة كمنصة لدعم الاحتجاجات.
وعشية المباراة، أصبح الكابتن إحسان حاج صافي، الذي يلعب في اليونان، أول لاعب في المنتخب الإيراني يتحدث علانية من كأس العالم حول الوضع على أرضه، قائلا بحذر “نحن معهم. ونحن ندعمهم. ونحن نتعاطف معهم”.
وهُزمت إيران 6-2 أمام إنجلترا في المباراة الافتتاحية للمجموعة الثانية يوم الاثنين. لكن الهزيمة لم تكن كافية لإسكات الجماهير الإيرانية، التي قرعت الطبول طوال المباراة، وهتفت بنشوة عندما سجل المهاجم النجم مهدي طارمي هدفين.
وارتفعت أصوات أيضا عندما حل سردار آزمون، الذي يلعب في نادي باير ليفركوزن الألماني، كبديل نظرا لتنديده بقمع الاحتجاجات في بلاده.
وكان من الممكن سماع المشجعين الإيرانيين وهم يهتفون “علي كريمي” في الشوط الأول في إشارة إلى لاعب كرة القدم السابق الذي يعد من أكثر منتقدي الجمهورية الإسلامية صراحة وأحد الوجوه الأكثر شعبية في حركة الاحتجاج.
وقالت الإيرانية ديلارا جهاني، 37 عاما، التي تعيش في إيران، إن اللاعبين صعدوا بعدم غناء النشيد الوطني، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وأضافت، خلال الاستراحة بين الشوطين في الملعب عندما كانت إيران متأخرة بنتيجة 3-0: “تصرفاتهم كانت جيدة لكل الإيرانيين الذين يعارضون هذا النظام. ما فعلوه كان مهما للغاية، بسبب مكانتهم الكبيرة. كان عليهم أن يُظهروا أنهم مع الناس. أظهروا لنا أنهم يدعمون الناس. والآن سيشعر الناس بشعور مختلف تجاههم”.
وفي حديثه عن الحادث بين الشوطين، قال مقدم برنامج “ماتش أوف ذا داي” في بي بي سي غاري لينيكر: “لقد كانت لفتة قوية ومهمة للغاية. تحاول كرة القدم استخدام قوتها من أجل الخير”.
ويقول نشطاء حقوقيون إن أكثر من 400 متظاهر قُتلوا واعتقل 16800 آخرين في حملة شنتها قوات الأمن الإيرانية.
ويقول قادة إيران إن الاحتجاجات هي “أعمال شغب” دبرها أعداء البلاد في الخارج.