روضة الحاج أم بلة الغائب .. من سيسقط الحكومة ؟!!
(1)
ثمة إنفصام في الضمير الإنساني قد اصاب القوى السياسية بالمنطقة العربية – و السودان ليس إستثناء .
عندما قاد وزير الدفاع المصري أنذاك عبدالفتاح السيسي إنقلاباً عسكرياً مشؤوماً ضد أول رئيس مدني منتخب بشكل ديمقراطي في تاريخ مصر في 3 يوليو 2013 هللت له القوى السياسية الليبرالية في السودان ،نكاية بنظام الإنقاذ المتدثر بثوب الإسلام زيفاً و بهتاناً. تمر الأيام ليأتي عبدالفتاح آخر لكن هذه المرة على السودان ليكرر ما فعله معلمه المصري و يجعل من المشارح المتهالكة موطناً لجثامين من لم يجد حظه في الغوص في مياه النيل – حياً أو ميتاً. بينما يتباكى الذين هللوا بالأمس لفرعون مصر على خطيئة تلميذه السوداني دون ان يتحسسوا إنفصام وجدانهم الإنساني.
(2)
الحديث الذي نسب الي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عندما سئل عن الاسلاميين في السودان انه قال( هؤلاء ليسوا بإسلاميين انما عصابات للجريمة المنظمة تستخدم الدين كغطاء ). ذلك عندما صادروا أمواله و قرروا تسليمه للأمريكان إلا أنه نجا بأعجوبة.
بصرف النظر عن صحة ما نسب الي زعيم تنظيم القاعدة (و الذي تسبب في إزهاق أرواح الكثير من الأبرياء العزل في العالم)؛ فإنني اعتقد ان معظم الاسلاميين في السودان هم كذلك. على نقيض أقرانهم في الوطن العربي أو العالم الاسلامي. لذا ( برأيي المتواضع) ليست من الحصافة ان ينظر الناس الي الاسلاميين من حولنا قياساً على اللصوص الكذابين القتلة في السودان!!.
(3)
بعد حوالي عشر أيام من ضرب مصنع الشفاء للأدوية من قبل الولايات المتحدة في أغسطس 1998 قرر حكام السودان مشاركة ليبيا في الإحتفال بعيدها 29 لثورة الفاتح من سبتمبر . ذلك برغم ان مجزرة سجن أبو سليم و التي راح ضحيتها أكثر من 1200 من السجناء الرأي من “الإسلاميين الحقيقيين” في يونيو 1996 لم تمر عليها أكثر من عامين.
المجزرة التي ترافع فيها عن الضحايا المحامي الليبي الشهير فتحي تربل و الذي بإعتقاله قامت الثورة الليبية في 2011 و أسقطت نظام القذافي ، على نقيض المحامي نبيل أديب و الذي يعبث بقضية مجزرة القيادة العامة في السودان.
بالمنصة الرئيسية للإحتفال سمعتُ بعض الجدال بالمقاعد التي على المقربة منا حيث يجلس الوفد السوداني( الكيزاني) و الذي ضم كل من الدكتور علي الحاج ، الدكتور مجذوب الخليفة ( عليه رحمة الله) بروفيسور حسن مكي و الدكتور جبريل ابراهيم (وزير مالية حكومة الإنقلاب)، الشاعرة روضة الحاج و آخرين. مبعث الجدال ان الأستاذة روضة الحاج كانت قد نسيت بالفندق القصاصة التي كتبت عليها قصيدة بمناسبة عيد الفاتح من سبتمبر . لا أدري ان كانت القصيدة في مدح العقيد القذافي ام ذم الرئيس بيل كلينتون . لأن الوفد السوداني كان يهتف بشكل هستيري ( يا كلينتون يا جبان .. القذافي في الميدان ).
إلا ان البروتوكول رفض نزولها من المنصة ؛ فسقطت القصيدة كما سقط ضحايا سجن أبو سليم الليبي من حسابات إسلامي السودان.
أذكر ان جبريل ابراهيم كان مديراً لشركة عازة للطيران و المملوكة لحكومة الإنقاذ لكن الذي أعجز عن معرفته اليوم هو ما كان يفعله في عام 1998 كل من (حميدتي ، و أردول و مني اركو و الاخرين من من يتحكمون اليوم في مصير السودان و السودانيين).
(4)
لكاتب زاوية (القراية أم دق) بصحيفة الإنتباهة الأستاذ/ محمد عبدالماجد إعتقاد مازح بأن السيدة روضة الحاج هي من أسقطت حكومة البشير ، حيث لم تمكث بوزارة الثقافة و التراث أكثر من عشر أيام.
بعد التدخل المصري – الخليجي لتجسير الهوة بين قطبي الانقلاب (قائد الجيش البرهان و قائد مليشيا الدعم السريع حميدتي) و بعد إجتماع الاخير مع السيد/ علي كرتي و على ضوء المبادرات المتهافتة و (الكيزانية المصدر) ؛ يبدو أننا على الموعد مع حكومة الإنقاذ في نسختها الثالثة . لذا من الحكمة بمكان ان نفكر في الإسراع لإسقاطها و ليس منع إعلانها.
لهذا أقترح إسناد منصب رئاسة الوزراء لصاحبة “للحلم جناح واحد” – الشاعرة روضة الحاج او (للشيخ) بلة الغائب ، لعلهما يساعدان ببزوغ فجر قريب لدولة مدنية بها تتحقق أحلام السودانيين و اشواقهم في التلاحم و التقدم .!!
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
////////////////////////////