ما حقيقة الفيلم الإباحي المنسوب لحاكم دارفور مني مناوي؟
انشغلت الساحة السياسية في السودان خلال الساعات الماضية بفيلم إباحي منسوب لحاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الأمر الذي اضطر معه الأخير إلى الخروج في فيديو مباشر على صفحته عبر فيسبوك يفند فيه ما وصفها بـ“الفبركات الرخيصة“.
وتداول البعض مقطع فيديو قصيرا لشخص يشبه مناوي في وضع إباحي مع امرأة، بينما قوبل الأمر باستنكار واسع من قبل عدد من القادة السياسيين الذين اعتبروه محاولة لتصفية الحسابات السياسية مع مناوي.
إزاء ذلك، قال مناوي في فيديو إن ”الفيديو المنسوب لي مفبرك وأسلوب منحط“.
وذكر أنه تلقى قبل عام اتصالاً من صحفي سوداني أخبره أن الدكتور صلاح آل بندر سوداني معروف مقيم في بريطانيا أبلغه بأن لديه معلومات بأن الحزب الشيوعي السوداني أصدر توجيهات لمكتبه في بريطانيا وأيرلندا بصنع وفبركة فيلم من شخص إفريقي وعلى أن ينسب لمناوي، مشيرا إلى أن ملاسنات حادة كانت تدور وقتها بينه وبين الحزب الشيوعي.
وأضاف أنه تلقى اتصالاً للمرة الثانية من الصحفي ذاته يخبره أن ”الفيلم قارب على الانتهاء، ويريد منه أن يطلب من آل بندر التدخل لوقف نشره، لأنه يعرف الجهة التي تعمل على منتجته“، مشيرا إلى أنه لم يعر الأمر اهتماماً.
وزاد: ”حينما لم أستجب للأمر، تواصل الدكتور صلاح بندر مع شقيقي حسين اركو مناوي في بريطانيا، وأخبره بالأمر، وبدوره لم يعر شقيقي الأمر اهتماماً وقال لهم من لديه فيلم فلينشره“.
وأردف أن ”الفيلم نشر وقتها وشاهده برفقة أشخاص في أمن حركة تحرير السودان التي يقودها، فتوصلوا إلى حقيقة الفبركة بعد إعادة المونتاج وحذف اللغة الأساسية للممثلين وتشويه وجوههم، وأن هنالك من أعاد نشر الفيديو من جديد بعد إعادة مونتاجه مرة أخرى“، وقال: ”أنا مني أركو مناوي، مولود من أسرة معروفة في الإقليم والقبيلة.. لا يمكن أن أمثل فيلما إباحيا“.
وتابع مناوي موجهاً حديثاً لمن يتهمهم بفبركة الفيديو: ”أنا أتواصل معكم وآكل وأشرب معكم، يمكنكم قتلي برصاصة أو بجرعة سم، لكن لا يمكن أن تغتالوني بهذه الفبركات، الذين يقومون بهذه الصنيعة انحطوا أخلاقيا، والحزب الشيوعي بريء من هذا الاتهام“.
تسليم البشير للجنائية
ورأى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن نشر الفيديو في هذا الوقت قد يكون رداً على حديث الأخير ومطالبته بتسليم الرئيس المخلوع عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقعت في دارفور خلال عامي 2003 – 2004.
وكان مناوي قد أظهر في الآونة الأخيرة تمسكاً بضرورة تسليم البشير ومجموعة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية، حيث التقى وفد المحكمة الذي زار الخرطوم الأسبوع الماضي وتعهد له بتسليم البشير وبقية المطلوبين.
وقال ناشطون إن ”لا جهة لديها مصلحة في نشر الفيديو المنسوب لمناوي سوى أجهزة أمن البشير، ومنسوبي حزبه في الحركة الإسلامية الذين عرفوا بهذا النهج“.
ووجد الفيديو رفضا واستهجانا من عدد من القيادات السياسية في السودان، حيث قال القيادي في قوى الحرية والتغيير، خالد عمر يوسف، إن ”الفيديو المفبرك الذي نشر ضد مني اركو مناوي هو عمل مرفوض ووسيلة مقززة في تصفية حسابات الخصومة السياسية“، مؤكدا أن ”الخلاف قائم مع مناوي حول المواقف والرؤى السياسية، وهو الأمر الذي يجب أن نحرص جميعاً على إدارته باحترام وعدم السماح لمن يرغبون في تسميم المجال العام وابتذاله بأن ينالوا مبتغاهم“.
من جهته، أدان رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان (التيار الثوري الديمقراطي) ياسر عرمان نشر الفيديو بغرض استهداف مناوي.
وقال عرمان على صفحته عبر تويتر: ”نختلف مع مني أركو مناوي فيما يخص الانقلاب، لكننا ندين ما يتعرض له من محاولات تشويه وتصفية حساب تقوم بها جهات تخرب أخلاقيات الحياة العامة وتعمل على تسميمها، وندعو المجتمعين السياسي والمدني لإدانة هذه الأفعال المقذعة بأقوى العبارات“.
وشكر مناوي خالد عمر يوسف وياسر عرمان على موقفيهما المساندين له، مؤكدا أن ”هذا الفيلم صنع مني شخصا جديداً، ذا موقف جديد، ومن هنا أعلن أنني قد طويت صفحة الخلافات مع من كنت على خصام سياسي معهم وسنفتح صفحة جديدة“.