بيانات وحوارات

في سبيل إسقاط الانقلاب.. “مدن السودان تعتصم”

أعلنت لجان مقاومة ود مدني عن بداية الاعتصام الجزئي يوم الثلاثاء الخامس من تموز/ يوليو في موقع يتم إعلانه لاحقًا، ودعت الجماهير للتدافع نحو الاعتصام للدعم والمساندة، وصولًا إلى العصيان المدني “باستخدام كل الوسائل الممكنة لإسقاط الانقلاب الذي حانت رايات سقوطه”، وفقًا للبيان.

وأوردت لجان مقاومة ود مدني بولاية الجزيرة في نص بيانها: “ابتدأت اعتصامات في عديد من مدن السودان؛ ومن هذا المنطلق نعلن في لجان مقاومة مدني عن بداية الاعتصام الجزئي يوم الثلاثاء الموافق 5 يوليو بمدينة ود مدني”.

الناطق باسم لجان أحياء أمبدة لـ”الترا سودان”: هناك خيار مطروح بأن تنظم اعتصامات متعددة في المناطق القريبة من الكباري

و أعلنت عدد من مدن السودان التصعيد الثوري عبر المواكب والاعتصامات، وأكدت مدن الدويم، كسلا، والفاشر دعمها لاعتصامات ولاية الخرطوم واستمرارها في التصعيد، مناهضة للانقلاب وصولًا للإضراب السياسي والعصيان المدني الشامل.

وبعد نجاح اعتصام مستشفى الجودة بالخرطوم واستمراره لخمسة أيام على التوالي، بجانب اعتصام المؤسسة بمدينة بحري واعتصام أمدرمان القديمة، انطلقت دعوات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم اعتصامات في الولايات الأحياء والمدن كوسيلة حالية لإسقاط الانقلاب.

وكشف الناطق الرسمي باسم لجان أحياء أمبدة تامتي هنو، عن تقديمهم مقترح يناقش حاليًا في تنسيقيات أم درمان لتنظيم الاعتصامات بشكل فعال. وأضاف هنو في تصريح لـ”الترا سودان”، إن تفاصيل المقترح أن تتوحد اعتصامات أم درمان في اعتصام واحد، وكذلك ينظم اعتصام واحد في بحري والخرطوم، لتحتشد لجان المقاومة في المدن الثلاث في اعتصامات كبيرة. وتابع هنو: ” هناك خيار آخر مطروح بأن تنظم اعتصامات متعددة في المناطق القريبة من الكباري، لتشكيل كتلة حرجة لانطلاق المواكب في لحظة واحدة، لتكون المحصلة النهائية للاعتصامات شل السلطة في الأماكن الحساسة جدًا في ولاية الخرطوم، ومنها نتحرك في مليونية معلنة متفق عليها نحو القصر الجمهوري لإسقاط اللجنة العسكرية”.

محتجون في اعتصام مستشفى الجودة
يدخل اعتصام مستشفى الجودة يومه الخامس وسط حشد كبير وإغلاق للطرقات (الترا سودان)

وأوضح هنو أن الموكب المخطط له سيتحرك بناءً على اتفاق مع لجنة الميدان في تنسيقيات لجان المقاومة في الولاية، عبر المنصات الرئيسية في الاعتصامات الثلاثة، وزاد: “بالنسبة لنا هذه الاعتصامات هي اعتصامات لجان المقاومة، ولا علاقة لها بالأحزاب السياسية. لا قوى الحرية والتغيير ولا الشيوعي ولا تجمع المهنيين، وإذا أرادوا المشاركة في الحراك الثوري هذا حقهم، لكن ليس من حقهم أن يتبنوا هذه الاعتصامات”.

وتنتظم حاليًا في أم درمان ثلاثة اعتصامات، اعتصام الأربعين في شارع الشهيد عبدالعظيم، واعتصام صينية الأزهري قرب منزل الزعيم إسماعيل الأزهري، واعتصام محطة الشهيد الروسي “محطة سراج”، بالإضافة إلى اعتصام مستشفى الجودة في الخرطوم واعتصام المؤسسة في  مدينة بحري.

دعوة تجمع المهنيين السودانيين

ومن جانبه دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى التصعيد في جميع مدن السودان حسب الطرق التي تناسب لجان المقاومة وقواعد المناطق سواء عبر الاعتصامات أو المواكب أو غيرها من الطرق السلمية والمجربة، ودعا التجمع الثوار لابتداع  أشكال مقاومة مناسبة في سبيل إسقاط الانقلاب.

وقال المتحدث الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين الوليد علي في تصريح لـ”الترا سودان”، إن الاعتصامات اتخذت شكلًا مختلفًا، حيث أصبحت متواجدة في مناطق غير سيادية والتحمت بالمواطنين بشكل أكبر، وقال إن هذا الشكل الجديد للاعتصامات سيتطور للعصيان المدني، وتابع: “تحدثنا قبلًا أن الثلاثين من يونيو سيشكل علامة فارقة في تاريخ ثورة ديسمبر المجيدة”.

وأوضح الوليد الهدف القادم هو توحيد جميع مواثيق الثورة على “اللاءات الثلاث” وإسقاط ومحاكمة الانقلابيين، مؤكدًا على أن ماسبق هو المبدأ الأساسي. 

وأعلنت عدد من الأجسام النقابية والمهنية، منها مبادرة استعادة نقابة المهندسين السودانيين وتجمع البيئيين السودانيين ولجنة المعلمين السودانيين والأطباء المركزية، دعمهم لاعتصامات اسقاط الانقلاب والمضي في التصعيد الثوري وصولًا للعصيان المدني الشامل. كما أعلنت نقابة أطباء السودان الشرعية الدخول في إضراب شامل يستثني حالات الطوارئ من الخامس إلى السابع من تموز/ يوليو الجاري.

اعتصام مرتقب في البحر الأحمر

وكشفت لجان مقاومة بورتسودان عن اعتصام تنظمه خلال (24) ساعة، وقال عضو لجان مقاومة بورتسودان عمر طارق أن موقع الاعتصام سيصبح منصة نوعية تناقش عددًا من القضايا المتضمنة في مسودة منها قضية تفشي مخدر “الآيس”، والتي يعاني منها عدد مهول من شباب بورتسودان.

وأضاف طارق لـ”الترا سودان”: “سنناقش في منصة الاعتصام قضية شرق السودان بطريقة موسعة، وسيتم التطرق في الحديث إلى نبذ الخطابات العنصرية”.

وأشار طارق إلى أن الحراك والتصعيد الثوري مستمر في الولاية منذ الثلاثين من حزيران/ يونيو وحتى اللحظة، وأوضح أنه سيستمر “حتى إسقاط الانقلاب ومحاسبة الضالعين فيه”، مؤكدًا على موقفهم المتمسك باللاءات الثلاث.

تحديات حراك القضارف

وكشف عضو لجان المقاومة بولاية القضارف آدم حسن، أن المشاورات تجري حول تنظيم اعتصام بالولاية  يناسب التحديات التي تمر بها. وزاد آدم في تصريح لـ”الترا سودان”: “ظروف الطقس الخريفية لا تتناسب مع إنشاء اعتصام. بجانب عدد من التحديات الفنية والأمنية التي تحول دون تقرير إعلان الاعتصام”.

وأضاف آدم أن هنالك حلول بديلة مقترحة، ومنها اعتصام اليوم الواحد والذي يناسب بيئة القضارف وتحدياتها، كما أشار إلى السعي في التواصل مع النقابات وتكوينها لتفعيل العصيان المدني الشامل، بجانب تسيير مواكب لجهات رمزية وحيوية.

ولفت آدم إلى أن مواكب الثلاثين من حزيران/ يونيو قد شكلت بادرة استعادت عبرها الولاية ذاكرتها الثورية، وأعادت التمثيل العمري المتباين للمشاركة في التصعيد اللاحق لها، قائلًا: “الثلاثين من يونيو أعاد الروح الحيوية وذاكرة الثورة الغنية للشعب”.

الشيوعي يدعو لتكوين مركز موحد

وفي ذات السياق قال الحزب الشيوعي السوداني أن تكوين المركز الموحد لقيادة الثورة واستلام السلطة هو “واجب مقدم”، مشيرًا إلى أن تكوينه يحتاج للعمل الدؤوب والوحدة بين فصائل الثورة وقواها الحية، وسواه لن ينجز التغيير الجذري – حسب البيان.

ولفت الشيوعي في بيانه، إلى أن الاعتصام ينجز نقاط مهمة للغاية، منها إتاحة الفرصة للنقاش وبلورة الرؤى حول توحيد المواثيق وتشكيل المركز الموحد، كما تخلق مزيدًا من الوحدة والآليات العملية للوصول إلى العصيان المدني الشامل عبر التوزيع الجغرافي للاعتصامات التي تعمل على حصار مركز السلطة وعزله وتوحيد الكتل الثورية حول البرامج المطروحة للتغيير الجذري، وربط القوى الاجتماعية بفعل الثورة اليومي.

كما دعا الشيوعي إلى التصعيد الثوري المفتوح كتمهيد للإضراب السياسي والعصيان المدني، ووصفه بواجب الساعة المفروض على القوى الثورية على امتداد الوطن.

مركزي الحرية والتغيير

وفي سياق متصل قال ائتلاف الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي، إن المكون العسكري “دمر العملية السياسية”، ووصف الائتلاف في مؤتمر صحفي الأحد، المكون العسكري بأنه “لا يمتلك إرادة سياسية كافية لإدارة عملية سياسية”.

مجموعة المجلس المركزي: بناء المركز الموحد هو واجب الساعة ولا بد من الشروع في تكوينه الآن

وأضاف: “إن بناء المركز الموحد هو واجب الساعة ولا بد من الشروع في تكوينه الآن”، مشيرًا إلى أن الخلافات بين مكونات الثورة “عقيمة” وأنه إذا تم تجاوزها سيهزم الانقلاب.

وأكد ائتلاف الحرية والتغيير دعهم للاعتصامات، لافتين لضرورة وجود قيادة ميدانية تضم جميع قوى الثورة.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى