الى سعادة اللواء قبل التحية
أطياف
صباح محمد الحسن
لم يأت قائد سلاح المدفعية بمدينة عطبرة ولاية نهر النيل اللواء ركن عبد المحمود حماد حسين عجمي لمخاطبة الإحتفال أمس بميدان الجيش بعطبرة ، بحضور الوالي المكلف والذي نُظم على شرف وداع قافلة الولاية المتجهة لمنطقة الفشقة بشرق البلاد، لم يأت لوداع القافلة جاء ليقدم إساءة واضحة للثوار السودانيين ، بلهجة عكست مشاعر الغضب عند العسكريين من تحرك الشارع الذي خرج فيه ملايين السودانيين رافضين حكمهم الظالم ومسيرتهم الملطخة بدماء الشهداء، ويعلم سعادة اللواء المتحدث بعد نجاح مليونية٣٠يونيو، التي جعلت القلق والخوف يتسلل الى قلوبهم من جديد، بعد ان خدعهم بصرهم وبصيرتهم وتوهموا انهم يمكن ان يحكموا هذا الشعب قوة وعنوة و(فهلوة) فقال الشارع كلمته وفضح الحقيقة التي كانوا يغطونها بستار الكذب والزيف.
فاللواء قال إن كافة القوات المسلحة والقوات الامنية على قلب رجل واحد من اجل حماية الوطن، ولا تلتفت لاقوال الشواذ من العملاء ومن المأجورين الذين باعوا الوطن بثمن بخس، وأكد بأن القوات المسلحة والقوات الامنية ستظل شوكة في حلوق اعداء الوطن ولن تتهاون في ردع اي من تسول له نفسه العبث بمقدرات ومكتسبات الأمة.
فاللواء يقول قوله هذا ومدينة عطبرة تضج بالإحتجاجات التي تندد بالإنقلاب وتطالب بحكومة مدنية خالصة، وهذا ماجعل الرجل بدلاً من ان يوجه خطابه للخارج ويتحدث عن حماية الوطن والدفاع عنه بصفة لواء في الجيش وان المناسبة هي ( وداع قافلة) لا أكثر، ترك خطابه للحضور عن الجيش ورفع الروح المعنوية بين القوات ومقدرتها للتصدي لمثل هذه الاعتداءات، وصوب خطابه للداخل (أننا لا نلتفت لأقوال الشواذ من العملاء ومن المأجورين الذين باعوا الوطن بثمن بخس) !!
الى سعادة اللواء قبل التحية، فالوطن تبيعه الحكومات لا الشعوب، يبيعه الذين بيدهم القرار من بيدهم (القلم) الذين تركوا الاراضي السودانية ترفع فيها لافتات وأعلام الدول المجاورة، الوطن تبيعه الحكومات التي تسمح بنهب الذهب والموارد لتهرب الى الخارج بواسطة شركات عسكرية، الوطن تبيعه الحكومة والجيش عندما تسمح لقائد الدعم السريع الإستيلاء على الذهب والمعادن النفيسة عبر أكثر من عشر شركات، أغلبها في ولاية نهر النيل ( ولايتك ياسعادتك) ، الوطن يباع عندما يكون تراب الفشقة أغلى من تراب حلايب عندكم وعند الذين يتحدثون عن الوطنية كذباً ونفاقاً ،الوطن يباع وبلا ثمن عندما يرابط الجيش في الحدود مع اثيوبيا ولا يرابط في الحدود مع مصر.
ويأتي أحد قادته يقسم لك انه لن يفرط في ذرة من تراب الوطن !!
ولن يلتفت اللواء جيش ليبحث عن العمالة في ملفات الحكومة التي وان إجتهد بحثاً عنها لوجد نفسه في (كشف المعاش)، ولكنه (يفلح) في توجيه الإتهامات على الهواء الطلق ويصف معارضيهم بالشواذ، والسؤال لسعادة اللواء ماذا تعني كلمة (شواذ) في قاموس التهاتر عندك وفي دفاتر أدب المؤسسة العسكرية المحترمة !!
واللواء يكيل الشتائم والسب وكأنه حرر الفشقة وانتصر في آخر المعارك ، فكل انجازاته انه ( يودع قافلة) ، ذكرني حديثه خطاب البرهان عندما افتتح محلاً تجارياً ( للبيع المخفض ) فليت انجازات العسكر تكون بحجم أقوالهم وخطابهم العدائي الذي ينعتون فيه الشعب بأسوأ العبارات ، فالذي يدافع عن الوطن وعن ارضه وترابه ليس له وقت للحديث في السياسة بل ولا تسمح له المؤسسة العسكرية للخوض فيها، والمتابع لكل الخطابات العسكرية يجد حديث السياسة يسيطر عليها همزا ولمزا وصراحة، وكأنهم يخاطبون ركناً للنقاش بالجامعة.
وحديث اللواء سيذهب مع الريح ويتلاشى قبل وصول القافلة الى الفشقة لأن عطبرة هذه الأيام لا يعلو فيها إلا صوت الثورة وهتاف الشرفاء الذين قدموا أرواحهم غالية فداء للحرية والتحرر من حكم العسكر، الذين يطالبون بعودة كل شبر في هذا الوطن وليس جزء منه، قلت لي شنو شواذ !!
طيف أخير
إعتصام الجودة عندما تباغتك الثورة من حيث لا تحتسب
الجريدة