آراء

يجب اسقاط الانقلاب وليس انهائه يا أيتها الحُرية والتحرير!!

عبدالغني بريش فيوف

أعلنت قوى الحرية والتغيير- التحالف الذي كان يحكم السودان قبل انقلاب 25 أكتوبر 2021، أن المجلس المركزي للتحالف، أجاز في اجتماعه المنعقد يوم الأربعاء 15 يونيو 2022 “وثيقة مطلوبات وإجراءات إنهاء الانقلاب”.

وقالت اللجنة الإعلامية بقوى الحرية والتغيير في بيان صحفي، يوم الخميس 2022، إن الورقة تتكون من ثلاثة أقسام:

الأول/ القضايا الإجرائية.

الثاني/ أسس الحل السياسي المفضي لإنهاء الانقلاب.

الثالث/ خطوات إنفاذ خارطة طريق إنهاء الانقلاب.

وأضافت بأنه سيتم مشاركة نسخة من الوثيقة مع كافة قوى الثورة المقاومة للانقلاب في العاصمة والولايات.

وتابع البيان: “كما ستقوم قوى الحرية والتغيير مستصحبةً كافة الرؤى والملاحظات والإضافات التي تنتج عن التواصل مع قوى الثورة، بمشاركتها لاحقاً مع الآلية الثلاثية وأطراف العملية السياسية، وفقاً لما تقرّره هيئات التحالف”.

عزيزي القارئ..

منذ الانقلاب المشؤوم الذي قاده الجنرال عبدالفتاح البرهان، تقود الشارع ضد هذا الانقلاب، لجان المقاومة وقوى الثورة الحية (كتجمع المهنيين، الحزب الشيوعي، الحركة الشعبية -شمال، حركة جيش تحرير السودان -عبدالواحد محمد نور).

إذن القوى الثورية المذكورة ومنذ حدوث الانقلاب، دعت إلى مزيد من التنسيق لضمان بناء جبهة مقاومة وطنية واسعة وكبيرة، من أجل إسقاط انقلاب البرهان، وشددت على أهمية التوحد خلف لاءات ثلاث: “لا تفاوض، لا مساومة، لا شراكة”.

كان تحالف الحرية والتغيير (قحت)، يشارك قوى الثورة الحية على لاءاتها “الثلاث، لكن يبدو من خلال ما طرحه من وثيقة بعد ثمان اشهر من انقلاب البرهان عليه، أنه يتجه وللمرة الثانية في ثلاث سنوات للدخول في تحالف ثنائي آخر مع العسكر والجنجويد، غضا النظر عن مطالب الشارع بإسقاط الانقلاب بالوسائل الثورية لا بإنهائه، ذلك ان هناك فرقا كبيرا بين اسقاط الانقلاب وانهائه.

ما هو الفرق بين اسقاط الانقلاب وبين انهاءه؟

1/اسقاط الانقلاب، يعني اسقاط النظام الانقلابي بكل أشخاصه ومؤسساته وقوانينيه، وإحداث تغيير جذري شامل وكامل على كل ما ترتب عليه، بالوسائل الثورية المعروفة. فالثوار لم يخرجوا الى الشوارع بشكل يومي منذ انقلاب البرهان، ليكتفوا بإعادة ترتيب الكراسي وإعادة إنتاج نفس الشخوص مرة أخرى، وإجراء تعديل شكلي على النظام الانقلابي.

2/انهاء الانقلاب: هو الاسم الآخر للهبوط الناعم. وهذا ما يسعى إليه تحالف “قحت” من طرحه للوثيقة المسمى ب”وثيقة مطلوبات وإجراءات إنهاء الانقلاب”.

وانهاء الانقلاب في وثيقة “قحت”، يعني اتباع وسائل لينة ومايعة غير مضمونة النتائج -منها على سبيل المثال لا الحصر:

1/العودة لوضع ما قبل 25 أكتوبر 2021.

2/إيجاد مخرج آمن للانقلابيين للإفلات من العقاب.

3/المساومة مع جماعات “الفتات” والحركات (المصلحة) لتمييع اهداف ثورة ديسمبر المجيدة.

وتأسيسا، نقول.. لا للهبوط الناعم من خلال ما يسمى “بوثيقة مطلوبات وإجراءات إنهاء الانقلاب”، ولتستمر الثورة السودانية حتى تحقيق أهدافها، وهي ترفع لاءات ثلاث (لا تفاوض، لا مساومة، لا شراكة)..

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى