التور تور.. وإن أصبح عضواً في مجلس السيادة يا مالك عقار اير..
عبدالغني بريش فيوف
لم يدخل مالك عقار اير الذي كان عضوا في الحركة الشعبية لتحرير السودان -العاصمة الخرطوم ابدا، إلا بموجب السلام الشامل في عام 2005م، كتمومة في الطائرة التي كانت تقل (النبي) جون قرنق دي مابيور إلى الخرطوم.
وفي عام 2011م، هرب التور مالك اير من الكرمك تجاه أثيوبيا بعد اندلاع الحرب الثانية في جبال النوبة/جنوب كردفان، ولم يعد إلى الخرطوم إلا بعد نجاح ثورة ديسمبر العظيمة التي صنعها شباب السودان وكنداكاته -بمعني ان عودة مالك عقار الأخيرة الى الخرطوم لم تكن ممكنة لولا اسقاط هؤلاء الشباب لنظام عمر البشير الديكتاتوري الذي حكم السودان لثلاثين عاما.
إذن، التور مالك عقار اير الذي يدعي النضال بالرغم انه لم يكن مناضلا حقيقيا. كان عليه ان يحترم الثوار الذين اسقطوا نظام عمر البشير، ومن ثم تمكنّ هو من العودة الى الخرطوم، لكنه بالعكس أصيب بعقدة النفس، وسيطر عليه رونق السلطة، وأخذته جذوة السيطرة، فبدأ يختط تحقير الثوار والتهوين من شأن الثورة التي أتت به عضوا في مجلس السيادة، وراح يتكلم بلهجة التعالي ويظهر بمظهر الخيلاء وانتفاخ الأوداج، حيث قال في تصريحات تلفزيونية إن “الثوار المتظاهرين مجرد أطفال لا يحملون رؤية سياسية، ويقومون بعنف وإرهاب ضد الدولة، وأن مكانهم ساحات اللعب وفصول الدراسة”..
هذه التصريحات البذيئة، انما تعبر حقا عن عقدة النقص لدى مالك عقار، فالإنسان الذي يعاني من الشعور المزمن بالنقص أو الدونية، يتسم في وقت ما بالشجاعة والمثابرة، وفي وقت آخر بالانسحاب أو الانهيار، وفي أحيان أخرى يسيطر عليه العناد والصلف والبذاءة، وهكذا يكون سلوكه متناقضا وخطيرا في نفس الوقت، بحيث يبدوا وكأنه مصاب بمرض الفُصام، أي الاضطراب العقلي الشديد والمزمن، والذي يؤثر على سلوك وتفكير المصاب وادراكه.
عزيزي القارئ..
يقول التور الهائج مالك عقار، إن “الثوار المتظاهرين مجرد أطفال”.. لكن التور نسى او تناسى، أن هؤلاء الثوار الذين يصفهم (بالأطفال)، هم الذين جاءوا به عضوا في مجلس السيادة، ولولا هؤلاء الشباب الذين يتظاهرون اليوم، لكان مالك عقار ما زال في احراش الغابات، يأكل من أوراق الشجر ويشرب من الماء كدراً وطينا.
يستمر التور الهائج في استفزازه للثوار، بالقول، إن المتظاهرين، يقومون بعنف وإرهاب ضد الدولة، وأن مكانهم ساحات اللعب وفصول الدراسة.. لكن السؤال الموجه لهذا التور الهائج، هو، أين الدولة التي يمارس ضدها العنف والإرهاب؟. أما إذا كان مكان الثوار هو ساحات اللعب وفصول الدراسة، فمكان مالك عقار اير، هو، زنازين السجون الضيقة بقيود الاغلال والسلاسل.
ما كان للعسكر والجنجويد ان يطغوا ويستبدوا لولا تخاذل وتواطؤ المنتفعين معهم، وتسترهم عليهم، وحماية فسادهم، فهذا ما نشهده يومياً على جميع المستويات، السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية. لكن رغم كل هذا، هناك أسود لا يهابون عنف الأجهزة الأمنية ومليشيات الجنجويد.
أمثال مالك عقار والهادي ادريس وكل (ثلة) المجلس الانقلابي، مرعبون من أسود البراري والكلاكلات وبحري وام درمان وولخ، فهؤلاء الشباب الثوار، لن يتركوا المناضلين المزيفين الانتهازيين القابعين في قصر البرهان، ان يتطاولوا عليهم. سيبقوا متيقظين لممارسات الجنجويد والأجهزة الأمنية التابعة للبرهان.
عزيزي القارئ..
تصريحات التور مالك عقار اير الاستفزازية ضد الثوار، في حقيقة الواقع، تأتي حرصا منه على (كرشه) الذي كبر بصورة خيالية منذ تأييده للانقلاب. فقد انتفخ كرشه وبات يشبه البالون، نتيجة لتناوله الطعام والشراب بشكل كبير وزائد على حاجة جسمه -(طعام الثورة التي أتت به).
ومنذ تأييده للانقلاب المشؤوم، أصيب الرجل بالاكتئاب والقلق والتوتر العصبي، فوجد في الأكل بشراهة متنفسا ومحاولة للخروج من ورطته. لكن تناوله لكميات كبيرة من الأكل والشراب التي أحدثت له السمنة واظهرت كرشه، أدت إلى تقليل انتشار الدم في دماغه، مما جعلته عرضة للنسيان والعته، وعجز عن تذكر الماضي البعيد، والماضي القريب إلى حد ما، كما انعدم الذكاء لديه ليقول كلاما استفزازيا في الثُوار لم يقله حتى البرهان وحميددتاه.
في الختام.. نقول لهذا التور الهائج، لا يغرّنك دخولك مجلس السيادة، فأنت ما زلت تورا لا يهمك سوى كرشك وبطنك.