أخبار

السودان: اتهام «الدعم السريع» بذبح رجل وقتل ثلاث سيدات في ولاية الجزيرة وسط

ميعاد مبارك

نفذت قوات الدعم السريع سلسلة من الانتهاكات داخل ولاية الجزيرة وارتكبت جرائم جسيمة وانتهكت القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. وشملت الانتهاكات أفعالاً تعكس استباحة الولاية وسكانها.

الخرطوم ـ «القدس العربي»: اتهمت مجموعة حقوقية سودانية قوات الدعم السريع بذبح رجل وقتل ثلاث سيدات خلال هجمات نفذتها على قرى في ولاية الجزيرة وسط السودان.

وقال مؤتمر الجزيرة إن قوات الدعم السريع هاجمت حافلتي ركاب تقلان نازحين، ما أسفر عن مقتل سيدتين شرق الجزيرة.
وأشار إلى أن قوة من الدعم السريع قامت بإطلاق النار على الحافلتين والركاب القادمين من الفاو إلى قرية أم شانق سعد، مبينا أن الهجوم تم بالقرب من القرية 50 حيث قتلت سيدتان، وأصيب آخرون.
وهاجمت قرى أم سنيطة، العامري، هنونة، الطقيل، التابعة لوحدة الربع العوامرة بمحلية الحصاحيصا، حيث ذبحت رجلا وقتلت إمرأة.
وحسب مؤتمر الجزيرة كان الهجوم بغرض السلب والنهب، ونتج عن الهجوم قتل المواطن الحاج أحمد مضوي بقرية أم سنيطة ذبحا، والمواطنة كفاح صلاح محمد عبد العدل وإصابة آخرين، فضلا عن نهب ممتلكات المواطنين واجبارهم على النزوح.
وهاجمت كذلك، قرية الكمير ريف أبوقوتة بمحلية الحصاحيصا، حيث روعت المواطنين، ونهبت ممتلكاتهم، وأطلقت عليهم الرصاص بشكل عشوائي ما أدى لإصابة عدد منهم، كما أمرتهم بالإخلاء الفوري للقرية.
وحذر نداء الوسط من تدهور الأوضاع المعيشية في المناطق التي اجتاحتها قوات الدعم السريع بعد استعادة الجيش لمدينة ود مدني عاصمة الولاية.
وقال إن الأهالي يعيشون أوضاعا مأساوية للغاية، حيث يواجهون الموت بسبب انعدام الغذاء والدواء عقب عمليات النهب الواسعة التي طالت الممتلكات من أموال ومواشي ومواد غذائية ومحاصيل على أيدي عناصر الدعم السريع، فضلاً عن الأوضاع الأمنية الحرجة عقب تكثيف وتعزيز قواتها بالمناطق التي تم اجتياحها.
وأشار إلى أن حصار واستباحة مدينة أبوعشر وتهجير غالبية سكانها ونهب ممتلكاتهم وأموالهم، أدى لتدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة التي تعد أكبر مركز لتجمع النازحين من القرى والمناطق المجاورة، حيث يواجه الأهالي نقصاً حاداً في المواد الغذائية والأدوية.
وفي قرية أربجي، عقب اجتياحها ونزوح معظم الأهالي، يواجه ما تبقى من مواطنين نقصاً في الغلال والمواد الغذائية بعد نهبها مع ممتلكاتهم الأخرى.
وقال إن مدن الحصاحيصا، رفاعة والكاملين، تشهد انتهاكات مستمرة بحق المواطنين، تتضمن عمليات قتل وخطف ونهب للممتلكات مع التواجد الكثيف لقوات وعناصر الدعم وانتشارهم في تلك المدن بعد معركة ود مدني.
ولفت إلى أن الهجمات والحملات على تلك المناطق أدت لموجات نزوح جديدة للأهالي بعد أن فقدوا جميع مواردهم ومصادر رزقهم، بينما فضّل البعض منهم البقاء بسبب تدهور الأحوال المعيشية بجميع المناطق المجاورة.
وهاجمت الدعم السريع كذلك مدينة المسلمية ود نوة جنوب محلية الحصاحيصا وقامت بنهب السوق بالكامل واعتدت على التجار بالضرب.
ووسط عمليات نهب وتخريب وتعذيب للمواطنين قامت قوات الدعم باستباحة قرى أبو خضرة، العامري، الغبشان، الضقيل، أم سنيطة ونهبت منازل المواطنين بما يتضمن المواد الغذائية والمقتنيات الخاصة وتهجيرهم وتشريدهم من ديارهم.
وتشهد ولاية الجزيرة عمليات عنف وانتهاكات واسعة منذ اجتياح الدعم السريع عاصمتها ود مدني في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، تصاعدت وتيرتها منذ 21 تشرين الأول/اكتوبر الماضي، حيث بدأت قوات الدعم السريع موجة من الهجمات العنيفة استهدفت المحليات شرق ولاية الجزيرة، بعد استسلام قائد ميداني تابع لها في المنطقة للجيش، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى وتهجير قرى بأكملها.
وأعلن الجيش في تشرين الأول/اكتوبر الماضي، استسلام القيادي البارز في قوات الدعم السريع أبو عاقلة كيكل ومجموعة كبيرة من قواته، وانحيازه إلى صفوف القوات المسلحة السودانية، فيما أعلن رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش العفو عن كل «متمرد» يبلغ في أقرب نقطة عسكرية في جميع أنحاء البلاد.
وفي 11 كانون الثاني/يناير الجاري، استعاد الجيش السوداني مدينة ود مدني، بينما ما تزال قواته تخوض معارك ضد القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو «حميدتي» في المناطق التي ما تزال تتجمع فيها القوات التي تراجعت بعد معركة ود مدني.
وحسب مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان نفذت قوات الدعم السريع سلسلة من الانتهاكات داخل ولاية الجزيرة مستمرة منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر 2023، حيث فرضت سيطرتها على المدن والقرى، وارتكبت جرائم جسيمة وانتهكت القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. وشملت تلك الانتهاكات أفعالاً متعددة تعكس استباحة الولاية وسكانها من قبل قوات الدعم السريع.
وقال المرصد الناشط في رصد الانتهاكات ضد المدنيين، إن قرى الولاية شهدت سلسلة من المجازر والانتهاكات مخلفة مآس إنسانية جسيمة.
وأشار إلى استخدام هذه القوات أسلحة ثقيلة وتقنيات عسكرية متطورة ضد الأهالي العزل ما تسبب في سقوط آلاف القتلى، وإلى أنها منذ سيطرتها على ولاية الجزيرة في 19 كانون الأول/ديسمبر 2023، شهدت الولاية تصاعدا خطيرا في أنماط الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية، والاختفاء القسري، وأشكال التعذيب وسوء المعاملة حيث استهدفت بشكل خاص المدنيين في الولاية.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى