أخبار

السودان: ارتفاع عدد الوفيات بوباء الكوليرا إلى 156 حالة وتقديرات بأن عدد الإصابات الكلي يتجاوز 4 آلاف

أعرب مكتب «أوتشا» عن قلقه البالغ إزاء التأثير الشديد للصراع في السودان على الوصول إلى الرعاية الصحية، مع استمرار تفشي وباء الكوليرا في جميع أنحاء البلاد.

الخرطوم ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الصحة الاتحادية السودانية ارتفاع عدد الوفيات جراء تفشي وباء الكوليرا إلى 156 شخصا، بينما تقدر الإحصاءات المحلية عدد المصابين في ولايات السودان المختلفة بأكثر من 4 آلاف حالة.

وفي ظل تداعيات موسم الأمطار والسيول والفيضانات التي ضربت نطاقا واسعا من البلاد، تشهد عدد من الولايات السودانية تفشي وباء الكوليرا، بينما تحذر وزارة الصحة السودانية من أن خريطة انتشار الوباء في حالة زيادة مستمرة الأمر الذي يتطلب زيادة مراكز العزل.
وينتشر الوباء على نحو متصاعد في ولايات كسلا والقضارف شرق السودان ونهر النيل والجزيرة والخرطوم في الوسط، بينما أعلنت الولاية الشمالية تمدد الكوليرا إلى أراضيها.
وقالت أنها رصدت حالات الاشتباه بالكوليرا إلى 32 حالة، بينما بلغ عدد الحالات المؤكدة 5 مشيرة إلى استقرار حالات الإصابة.
وأكدت أن الوضع الصحي في الولاية تحت السيطرة حتى الآن وأن جميع المرافق الطبية والكوادر الصحية في حالة استعداد قصوى لمجابهة الكوليرا.
وفي آب/اغسطس الماضي أقرت وزارة الصحة السودانية رسميا بانتشار وباء الكوليرا في ظل تداعيات صحية وأمنية وبيئية متصاعدة يواجهها السودانيون. حيث أعلن وزير الصحة هيثم إبراهيم رسميا تفشي وباء الكوليرا في السودان، مشيرا إلى أن انتشاره جاء نتيجة للأوضاع البيئية والماء غير الصالح للشرب في عدد من المناطق.
وبين أن قرار إعلان انتشار الوباء اتخذ في أعقاب اجتماعات جمعت السلطات الاتحادية في البلاد ووزارة الصحة بالإضافة إلى الخبراء ووكالات الأمم المتحدة.
وحسب تقرير الوضع الوبائي في السودان، سجلت السلطات الصحية خلال الأسبوع الماضي 261 إصابة جديدة بينها 5 وفيات.
وقالت وزارة الصحة السودانية، إن مركز عمليات الطوارئ الاتحادي اتخذ حزمة من الإجراءات للإشراف وزيارة مراكز العزل، وإصحاح البيئة وزيادة الرقابة على الأغذية، بجانب تعزيز الصحة ومراكز الإيواء.
وتعد معدلات انتشار الوباء في ولاية كسلا الأعلى في ولايات السودان، حيث رصد التقرير خلال الأسبوع الماضي 152 إصابة جديدة في الولاية الواقعة شرق السودان، تليها ولاية نهر النيل حيث بلغت عدد الإصابات الجديدة 78 بالإضافة إلى 30 في القضارف و5 في الولاية الشمالية ليرتفع العدد التراكمي إلى 4195 إصابة منذ آب/اغسطس الماضي.
وبين أن أكثر الإصابات المسجلة في منطقة همشكوريب بولاية كسلا ومحليات بربر والدامر بولاية نهر النيل، مؤكدا رصد 5 حالات وفاة بين الإصابات الجديدة.
حيث رصدت حالة وفاة واحدة في منطقة تلكوك بولاية وأخرى في منطقة قلع العسل بولاية القضارف بالإضافة إلى ثلاث حالات وفاة في ولاية نهر النيل واحدة في محلية الدامر واثنتين في محلية بربر.
وأشار إلى تنفيذ إجراءات إصلاح البيئة والرقابة على الأغذية وأنشطة في المحاور المختلفة بالولايات المتأثرة بالمرض، وأنها وقفت ميدانياً على الأوضاع في مركز للعزل في محلية كسلا. ولفت إلى جملة من التدخلات لمكافحة الكوليرا عبر رسائل التوعية الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي والحوارات المجتمعية، فضلاً عن الزيارات المنزلية.
وحسب التقرير نفذت وزارة الصحة ثلاث زيارات لمراكز إيواء النازحين للوقوف على الأوضاع مع جدولة زيارات إضافية.
يشار إلى أن ولاية كسلا التي تعد الأعلى إصابة بوباء الكوليرا تستضيف أكثر من 700 ألف نازح فروا من المعارك في الولايات المتأثرة المعارك المندلعة في البلاد منذ منتصف نيسان/ابريل من العام الماضي يقيم معظمهم في المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين.
وتدعو السلطات الصحية إلى زيارة مراكز العزل، لافتة إلى الحاجة الماسة لمزيد من المراكز لمجابهة الزيادة المضطرة في الإصابات.
وفي السياق أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان «أوتشا» عن قلقه البالغ إزاء التأثير الشديد للصراع في السودان على الوصول إلى الرعاية الصحية، مع استمرار تفشي وباء الكوليرا في جميع أنحاء البلاد.
وقال أن المجتمع الإنساني في السودان يعمل على دعم الكشف عن حالات الإصابة بالكوليرا وعلاجها، فضلا عن حملات التطعيم، مشيرا إلى أن المعارك المستمر ة تعيق جهود الاستجابة، وتعطل الوصول إلى خدمات الصحة العامة الأساسية.
وأشار إلى افتقار السودانيين إلى الرعاية الصحية، مع توقف أكثر من 70 في المئة من المستشفيات في المناطق المتأثرة بالنزاع عن العمل.
ورصدت منظمة الصحة العالمية زيادة ملحوظة فى الوفيات السنوية بسبب الكوليرا هذا العام، مبينة أن عدد الحالات المبلغ عنها حتى آب/اغسطس الماضي وصلت إلى 342 ألفا و800 حالة في جميع القارات بينها 2400 حالة وفاة.
ونوهت إلى أن عدد حالات الكوليرا المبلغ عنها ارتفع بنسبة 13 في المئة بينما تصاعد عدد الوفيات بنسبة 71 في المئة مقارنة بالعام الماضي بسبب المرض الذي قالت أنه يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة.
وحسب التقرير 38 في المئة من الحالات المبلغ عنها بين الأطفال دون سن الخامسة مشيرا إلى أن جملة من العوامل التي ساهمت في ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا، تشمل الصراع وتغير المناخ وعدم كفاية المياه الآمنة والصرف الصحي والفقر ونزوح السكان بسبب الصراعات الناشئة والمتجددة والكوارث الناجمة عن المخاطر الطبيعية.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى