أخبار

انهيار سد «أربعات» شرق السودان يودي بحياة 60 شخصاً والعشرات في عداد المفقودين

الخرطوم- «القدس العربي»: في حادثة مروعة، لقي أكثر من 60 شخصاً على الأقل مصرعهم، بينما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، إثر انهيار سد “أربعات” شرق السودان. ويبعد السد نحو 20 كيلو متراً عن مدينة بورتسودان ميناء السودان الرئيسي، والعاصمة الإدارية التي انتقلت إليها الحكومة بعد اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي.
ويبدو فصل الخريف بلا نهاية بالنسبة لآلاف السودانيين الذين تضاعفت معاناتهم بسبب الحرب التي تدور رحاها في البلاد منذ أكثر من عام، وجراء السيول والأمطار الغزيرة، التي تركتهم بلا مأوى بعدما تهدمت منازلهم.
ويواجه السودانيون شبح أزمة إنسانية، تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل استجابة حكومية ضعيفة، كما يقول المتضررون.
وفيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، قال مواطنون تحدثوا لـ”القدس العربي” إن الأهالي في القرى المجاورة للسد لجأوا إلى المرتفعات بعد أن محت السيول عشرات المنازل وجرفت السيارات.

العالقون

وأشارت إلى أن العالقين في المرتفعات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في ظل استمرار السيول والأمطار، تهددهم العقارب والثعابين بلا مأوى أو طعام.
ويعد سد أربعات الذي أنشئ في العام 2003، أحد مصادر المياه الرئيسية التي تمد مدينة بورتسودان، حيث يحتجز مياه الأمطار في بحيرته 25 مليون متر مكعب.
وعلى بعد بضعة كيلو مترات، في مدينة طوكر القريبة أفاد الأهالي بتدفق السيول بكميات غير مسبوقة مما أدى إلى تهدم المنازل بينما غمرت المياه الشوارع والأسواق وأدت إلى انقطاع جزئي في شبكات الاتصال.
ويعيش أهالي المدينة حالة من الرعب من انهيار بقية المنازل، حيث تجمعت النساء والأطفال وكبار السن في الشوارع.
وتسببت السيول والأمطار الغزيرة في قطع الطرق بين المدن والولايات، بما في ذلك الطريق المؤدي إلى العاصمة الإدارية بورتسودان.
ويطالب الناشطون الإنسانيون في طوكر السلطات بتوفير قوارب لإجلاء الناجين بعد تدمير السيول والأمطار الطريق الرئيسي للمدينة.
ورصد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا” تأثر 317 ألف شخص وتضرر 58 ألف منزل بسبب السيول والأمطار التي اجتاحت 60 منطقة في 16 ولاية منذ بدء موسم الخريف في يونيو/ حزيران الماضي.
وتضاعف حادثة انهيار سد أربعات عدد ضحايا السيول والأمطار في السودان ليصل إلى 100 شخص بينما أصيب المئات. وتدمر نحو 27000 منزل كلياً وتضرر 31،236 منزلاً بشكل جزئي.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة والأمراض، حيث أكدت وزارة الصحة السودانية إصابة 556 فرداً بالكوليرا، بينما توفي27 آخرون في ولايات كسلا والقضارف والجزيرة والخرطوم.

السيول تفاقم معاناة النازحين

وتضاعف السيول معاناة النازحين الذين فقدوا بيوتهم جراء الحرب، وأجبرتهم السيول على النزوح مرة أخرى، حيث أتلفت الأمطار 190 خيمة وأدت إلى تشريد 950 نازحاً في مدينة كسلا.
وتضررت 33 مدرسة في كسلا وحلفا الجديدة ريفي أروما مما حرم أكثر من 23 ألف طفل من الوصول إلى المرافق التعليمية.
وأدت إلى انتشار العقارب والثعابين في نطاق واسع من ولايتي الشمالية ونهر النيل وسط نقص حاد في الرعاية الصحية والأمصال الخاصة بالسموم، الأمر الذي أودى بحياة العشرات أغلبهم من الأطفال. وفي ولاية نهر النيل أتلفت السيول 150 مبنى عاماً بينما تضرر 32.200 مرحاض.
وحذرت الأمم المتحدة من مخاطر جرف السيول والأمطار لمخلفات التعدين واختلاط مادة “السيانيد” بمياه الشرب ومياه الأنهار، خاصة في ولاية نهر النيل، التي تنشط فيها أعمال التعدين الأهلي.
كذلك، دمرت الفيضانات مخزون المحاصيل السنوية، مما أثر على ممارسات كسب الرزق الرئيسية للزراعة وتربية الحيوانات والعمل السوداني.
وحسب مجلس السيادة السوداني، تفقد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، أمس الإثنين، المناطق المتأثرة بالسيول والأمطار بمنطقة أربعات بمحلية القُنب والأوليب بولاية البحر الأحمر.
ووقف على حجم الأضرار والخسائر التي تعرض لها المواطنون في تلك المناطق، مؤكداً وقوف الدولة بكافة أجهزتها مع المتضررين وتقديم كل ما من شأنه تخفيف وطأة الكارثة عليهم.
ووجه كافة أجهزة الدولة الاتحادية والولائية بتسخير كل الإمكانيات لمساعدة المواطنين في هذه المناطق وتقديم الدعم والعون لهم.

نفير شعب

وتقدم تحالف القوى المدنية لشرق السودان بالتعازي إلى أسر ضحايا فيضانات أربعات وطوكر ومرافيت بولاية البحر الأحمر، شرق السودان. وأشار المتحدث باسم التحالف، صالح عمار، إلى أن العديد من المواطنين في عداد المفقودين في مناطق محاصرة بالمياه، مناشداً الجميع داخل وخارج السودان تنظيم الحملات والتبرع بكل ما هو مستطاع.
وقال إن قيادة تحالف القوى المدنية لشرق السودان ستبذل كل ما في وسعها لدفع المجتمع الدولي والإقليمي لإرسال المساعدات العاجلة.
وطالب السلطات المحلية بإرسال الطائرات لإنقاذ المحاصرين بالمياه ورفع القيود عن حركة المنظمات ومحاربة فساد الموظفين والأجهزة التي اتهمها بنهب المساعدات الإنسانية.
ودعا حزب المؤتمر السوداني في بيان حول كارثة السيول والفيضانات بولاية البحر الأحمر إلى حملات نفير شعبي – في الخارج والداخل – للتضامن مع المتضررين وإغاثتهم، كما نناشد المجتمع الدولي تقديم العون الإنساني.
وأشار إلى تعرض مناطق واسعة في محليات البحر الأحمر خاصة محلية القنب والاوليب وطوكر و بورتسودان وقرى كسيباي و هديدناب بأربعات إلى السيول والفيضانات، نجمت عنها خسائر في الأرواح وانهيار لمئات المنازل ودمار جزئي في الطرق الرئيسية وغرق بعض القرى والأراضي الزراعية وتدمير شبه كامل لخيام إيواء النازحين بمدينة بورتسودان داخل مراكز الإيواء. وتسبب الأمطار والعواصف في انقطاع خدمة الاتصالات ببعض المحليات، بينما ما يزال بعض المواطنين في قرى أربعات عالقين بأعالي الجبال مع نقص حاد في الغذاء والعلاج.
وعبر الحزب عن تضامنه مع المتأثرين من السيول والأمطار، مناشداً جميع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المختصة بالشأن الإنساني بالتدخل العاجل في تقديم يد العون وتوفير الاحتياجات الإنسانية للمتضررين وآلاف الأسر النازحة جراء حرب 15 أبريل العبثية.
وطالب السلطات المحلية بالقيام بواجباتها تجاه إنقاذ أرواح العالقين وتوفيق أوضاع الأهالي المتأثرين بالفيضانات في الولاية ووضع خطط مرحلية واستراتيجية تهدف للتخفيف من وطأة الكارثة. ودعا إلى إعلان المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات منطقة كوارث طبيعية لاستقطاب الدعم بشكل أوسع وأشمل وإعانة المنكوبين والتحوط المبكر لمجابهة تداعيات الكارثة الصحية التي قد تنتج لاحقاً.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى