بعيداً عن عبث أردول… لن نعود من منتصف الطريق !!.
(ويل للطائر الذي يحتقر عشه)
• دوستويفسكي
(1)
ما كنت أود الذهاب الي الميديا في هذا التوقيت لولا أن الباشمهندس مبارك أردول تطوع مرتين ليتحدث نيابة عن الجيش السوداني، في مرافعات إسفيرية الغرض منها تبرئة القوات المسلحة من جريمتي (مجزرة الهدرا وإستهداف المدنيين في قري كيقا)، والمستغرب أن أردول إختار الصمت الحنون وهو يشاهد ويسمع حديث ياسر العطا وهو يحتقر الكباشي ويستخف بمواقفه التي وجدت إشادة أردول نفسه، ولكن إستفزت أردول هزائم القوات المسلحة في جنوب كردفان وتفتّق ذهنه وبدأ حملة تبرير لجرائمهم وإيجاد العذر لطيرانهم الحربي الذي قتل (11) تلميذ بمدرسة الهدرا.
(2)
ولم يكتفي أردول بمهمة التبرير والتضليل، بل ذهب ليصف الكفاح الثوري المسلح وهو – جزء منه في فترة من الفترات – يصفه بالحرب العبثية، ولتأكيد ولائه للجيش (الجناح العسكري لمؤسسة الجلابة) أحتفل أردول شامتاً في رفاق الأمس بمعلومات كاذبة أرسلتها قيادة الفرقة (14) المحاصرة بكادوقلي إلى أجهزة إعلام النظام المتخندقة في بورسودان، وأنا هنا أريد فقط مناقشة أردول في نقطة واحدة وهي وصفه للكفاح الثوري المسلح بالحرب العبثية، أما بقية النقاط نعود إليها لاحقاً اذا كانت هنالك ضرورة.
(3)
وبحسب موسوعة ” ويكيبيديا ” فأن الحرب هي نزاع مسلح شديد بين الدول أو الحكومات أو المجتمعات أو الجماعات شبه العسكرية مثل المرتزقة والميليشيات. يتميز بشكل عام بالعنف الشديد والعدوان والتدمير، باستخدام قوات عسكرية نظامية أو غير نظامية.
وعرف ” هانز شولز ” الحرب الأهلية على أنّها صراع مسلح ذو طابع سياسي داخلي، يُشنّ بين مجموعات منظّمة داخل دولة ذات سيادة واحدة بغرض السيطرة على السّلطة ، وتختلف الحرب عن الكفاح الثوري المسلح ،باعتبار أن الكفاح الثوري المسلح هو عملية تغيير اجتماعي وسياسي جذري يسعى إلى إحداث تحول في بنية النظام القائم. ويهدف الكفاح الثوري المسلح إلى إزالة النظام القديم وإحلال نظام جديد مكانه وهذا ما يقوم به الجيش الشعبي لتحرير السودان منذ تأسيسه.
أما (عَبَثِيّة) التي يقصدها أردول، إذا حزفنا منها ” تاء التأنيث ” تصبح عبثي، وعبثي اسم منسوب إلى” عَبَث ” ومعني عَبَثً بحسب معاجم اللغة العربية هو الشئ بلا جَدْوَى، أو بغير طائل،/ مِنْ العَبَث أن: لا فائدة من أن / ارتكاب أمر غير معلوم الفائدة، ليس فيه غرض صحيح لفاعله.
(4)
وهنا نسأل الباشمهندس مبارك أردول هل ما فعله الاب فليب غبوش والمناضل مبارك الماشا كان عبثاً؟ وهل نضالات الرعيل الاول في إتحاد عام جبال النوبة وتنظيم كومولو كانت أمراً غير معلوم الفائدة ؟ وهل معاناة الرفاق وتضحياتهم في دفعات (السوباط / بلوكانو / كوش / إنتصار / انتفاضة / لواء الجبال / نوب / نيو سودان / تقرير المصير / زعلان / الوحدة / إنتصار 2 / تغيير النظام / نداء السودان / علمانية / انتفاضة 2 / الترتيبات الامنية..إلخ )، والتي قدم فيها الجيش الشعبي خلال مسيرة تجاوزت لـ(40) عاماً ، الالاف من الشهداء والجرحي والمصابين بما فيهم شقيقك الرفيق الباشمهندس الشهيد سعيد عبدالرحمن، هل كل هذه التضحيات شئ بلا جَدْوَى حتي تحسبه عبثاً.
(5)
لا أحد منا يتصور إطلاقاً، أن شخصاً كان جزء من هذه المعأناة والنضال لسنوات، يصف كفاح شعب مثل شعب جبال النوبة والذي تعرض لإبادة ثلاثية الابعاد وتهميش مركب وإستهداف ممنهج من أنظمة المركز، يصف كفاحهم من أجل الحرية والكرامة الانسانية بالحرب العبثية، حديث أردول المؤلم لم يتفوه به من قبل أي رفيق ترك الحركة الشعبية وأختار طريقاً آخر ، ونحن إذ نطالب أردول بالاعتذار ، نأكد بأننا نقود كفاحاً مسلحاً طويل الأمد من أجل سودان جديد ديمقراطي علماني يسع الجميع واذا تعذر ذلك حينها، على جميع الشعوب السودانية تقرير مصيرها السياسي والاجتماعي ولكننا لن نعود من منتصف الطريق والنضال مستمر والنصر أكيد … ودمتم