السودان: سقوط قتلى وجرحى خلال غارات جوية نفذها الجيش شمال دارفور
الخرطوم ـ «القدس العربي»:
شن الطيران الحربي التابع للقوات المسلحة السودانية أمس الإثنين غارات جوية استهدفت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومناطق أخرى، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم مدنيون.
وخلال الأيام الماضية تصاعدت عمليات القصف الجوي في الولاية، حيث يتحدث الجيش عن استهداف مواقع عسكرية وخطوط إمداد تابعة لقوات الدعم السريع.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن عمليات القصف الجوي استهدفت مدينتي كتم والفاشر شمال دارفور ما أسفر عن تدمير عدد من المنازل ونزوح المدنيين خاصة في القطاعين الشمالي والشرقي من عاصمة الولاية. وطالت كذلك منطقة شرق الوحدة جنوب الفاشر.
وحسب مصادر محلية تحدثت لـ« القدس العربي» فقد راح ضحية عمليات القصف (7) مدنيين على الأقل بينما أصيب أكثر من (10) آخرين. وتعد هذه الغارة الثانية من نوعها خلال 24 ساعة، حيث نفذ الطيران التابع للجيش عمليات قصف جوي استهدفت عددا من أحياء المدينة.
وتسيطر قوات الدعم السريع منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على أربعة من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور الواقع غربي البلاد.
وبعد سقوط كل من «الجنينة» و«نيالا» و«الضعين» و «زالنجي» عواصم ولايات غرب وجنوب وشرق ووسط دارفور، شهدت مدينة الفاشر موجات نزوح واسعة للفارين من المعارك في الولايات الأخرى.
ولاحقا تمددت الاشتباكات إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تحاول التمدد في الولاية لإحكام سيطرتها الكاملة على إقليم دارفور.
ويكثف الجيش غاراته الجوية في الفاشر والمدن المحيطة بها، مؤكدا أن عملياته المتتالية تستهدف المواقع العسكرية لقوات الدعم السريع.
وتتصاعد المخاوف من عواقب توسع رقعة النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مدينة الفاشر التي فر إليها آلاف النازحين بعد استيلاء الدعم على الولايات الأخرى في دارفور.
أسفرت عن ضحايا بينهم مدنيون
وتتمركز معظم قوات حركات دارفور المسلحة في الفاشر، مما قد يفاقم الأوضاع حال اشتباكها مع الدعم السريع.
وبعد تحركات لقوات الدعم السريع في محيط الفاشر، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حذر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الدعم السريع من الهجوم على المدينة، داعيا إياها إلى التركيز على التفاوض من أجل إيجاد حل يوقف الحرب المندلعة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
ونوه الى أن الفاشر أصبحت بمثابة الشريان الذي يغذي إقليم دارفور حيث تصل عبرها كل المؤن والمساعدات التي يتم نقلها إلى بقية الولايات، فضلا عن ازدحام المدينة بآلاف النازحين الفارين من المعارك في الجنينة ونيالا وكبكابية وكتم وطويلة وغيرها من مدن الإقليم.
بعدها شهدت ولاية شمال دارفور حالة من الهدوء الحذر، قبل أن تتصاعد وتيرة الأحداث مرة أخرى نهاية فبراير/ شباط الماضي.
وتشهد ولاية شمال دارفور، عمليات تحشيد عسكري واسعة، بعد تمدد قوات الدعم السريع في ولايات إقليم دارفور الأخرى.
ويضع الجيش قواته في وضع الاستعداد في الفرقة السادسة مشاة لصد أي هجوم متوقع، كما نشر عددا من القوات في المناطق المحيطة بقيادة الفرقة.
بالتوازي حشدت القوات المشتركة المكونة من الحركات المسلحة ،قواتها وعززت وجودها حول الأسواق ومقرات المنظمات والوكالات العالمية والوطنية.
وعلى الرغم من إعلان الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا الحياد عند اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي، إلا أنه سرعان ما تحولت مواقف عدد منها بعد سقوط أربعة من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور في قبضة الدعم السريع.
وأعلنت حركات مسلحة رئيسية في إقليم دارفور- موقعة على اتفاق سلام جوبا، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، انحيازها إلى جانب الجيش السوداني في مواجهة قوات الدعم السريع التي وصفتها بالمليشيا المتمردة التي تخوض حربا مدفوعة الثمن لتمزيق البلاد.
وأكد عدد من قادة الحركات المسلحة على رأسهم حاكم إقليم دارفور، زعيم حركة تحرير السودان مني أركو مناوي وقائد حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم الذي يشغل منصب وزير المالية، تحولهم عن مواقفهم السابقة حول الحرب، بعد أن أصبحت مدينة الفاشر التي تتمركز فيها قواتهم، الهدف التالي للدعم السريع. الأمر الذي يهدد على نحو مباشر، وجود الحركات في الإقليم.