مجلس الأمن الدولي يدعو الجيش السوداني و”الدعم السريع” لوقف الاقتتال
دعا مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، طرفي الصراع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، إلى “وقف الأعمال القتالية”، وذلك في ظل استمرار المعارك في العاصمة الخرطوم بعد انهيار محادثات استهدفت الحفاظ على وقف إطلاق النار وتخفيف أزمة إنسانية.
وجاء في بيان صحفي وافق عليه المجلس المكون من 15 عضوا في نيويورك أن المجلس يعبر عن “القلق البالغ” إزاء الاشتباكات، وأدان جميع الهجمات على المدنيين وموظفي الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية.
وذكر البيان أن المجلس “شدد على ضرورة قيام الجانبين بوقف الأعمال القتالية على الفور وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ووضع ترتيب دائم لوقف إطلاق النار، واستئناف العملية نحو التوصل إلى تسوية سياسية دائمة وشاملة وديمقراطية في السودان”.
وقال البيان إن المجلس وافق بالإجماع على تمديد تفويض “يونيتامس” حتى الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2023.
ويعكس اقتصار تمديد التفويض على هذه المدة القصيرة مدى دقة الأوضاع في البلاد.
وكان قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اتهم رئيس “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان” (يونيتامس) فولكر بيرتس بالإسهام في تأجيج النزاع.
ميدانيا، وقعت اشتباكات بين طرفي الصراع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، في الخرطوم ليلة الخميس، واستمرت حتى صباح الجمعة، بعد انهيار محادثات كانت تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وتخفيف حدة أزمة إنسانية، ما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات.
ودمرت الحرب المستمرة منذ نحو سبعة أسابيع مناطق في وسط الخرطوم، وهددت بزعزعة استقرار المنطقة الأوسع، وأدت إلى نزوح نحو 1.2 مليون شخص داخل السودان، وفرار 400 ألف آخرين إلى الدول المجاورة.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قوله إنّ الأمين العام أنطونيو غوتيريس صُدِم برسالة من البرهان طالب فيها بتغيير المبعوث الخاص للأمم المتحدة فولكر بيرتس.
وبحسب دوجاريك، فإنّ غوتيريس يفخر بالعمل الذي قام به بيرتس، ولديه الثقة المطلقة في ممثله الخاص.
وبحسب الرسالة، قال البرهان: “إن بيرتس مارس في تقاريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة التدليس والتضليل، بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري، بينما الواقع يخالف ذلك بصورة جلية”. وأضاف: “كما أن بيرتس أصر على رفضه بوسائل وأساليب غير أمينة، رغم ما اعترى هذا الاتفاق من ضعف وثغرات وإشارات سالبة مثلت بؤر توتر في الساحتين السياسية والاجتماعية، وأفضى إلى ما حدث من تمرد ومواجهات عسكرية”.
واعتبر أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، المتحارب معه، “لم يقدم على ما أقدم عليه لولا تلقيه إشارات ضمان وتشجيع من أطراف أخرى، من بينها بيرتس، بحسب ما أفضى به المتمرد دقلو لبعض من سعى لاحتواء التوتر قبل انفجار الوضع”، وفق الرسالة.
ويهدف الاتفاق الإطاري الموقع في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2022 إلى حل الأزمة السودانية الممتدة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين فرض البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، واعتقال وزراء وسياسيين، وإعلان حالة الطوارئ، وإقالة الولاة (المحافظين).
(العربي الجديد)