كأس العالم 2022: الفيفا يعيد النظر ينظام مونديال 2026 بعد “البطولة الأفضل على الإطلاق”
قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، جياني إنفانتينو، إن الاتحاد سيعيد النظر في نظام بطولة كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
وسيزيد عدد المنتخبات المشاركة في المونديال من 32 إلى 48، على أن تُقسم إلى 16 مجموعة في كل منها ثلاثة منتخبات، ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى دور الـ 32.
وقال إنفانتينو إن الفيفا سينظر في ذلك بعد “نجاح” نظام المجموعات المكونة من أربعة فرق في مونديال 2022 في قطر.
وأضاف: “المجموعات المكونة من أربعة منتخبات كانت رائعة للغاية هنا”.
وتابع: “حتى اللحظة الأخيرة من المباراة الأخيرة لم نكن نعرف ما هي المنتخبات التي ستتأهل إلى الدور التالي”.
وقال: “يتعين علينا إعادة النظر في نظام البطولة، أو على الأقل إعادة المناقشات بشأنه. سيكون هذا بالتأكيد على جدول الأعمال في الاجتماع المقبل”.
وكان هناك بعض المباريات المثيرة للغاية في دور المجموعات في قطر، في ظل المنافسة الشرسة على حجز أحد المركزين الأول أو الثاني من أجل الصعود إلى دور الستة عشر.
ويُطبق نظام المجموعات المكونة من أربعة منتخبات، على أن يصل صاحبا المركزين الأول والثاني إلى الأدوار الإقصائية، منذ زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 32 في عام 1998.
“أفضل كأس عالم على الإطلاق”
أدلى إنفانتينو بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي في قطر بعد حضور اجتماع لمجلس الفيفا.
وقال إنه مع اقتراب مباراة تحديد المركز الثالث والمباراة النهائية، وصل عدد الحضور الجماهيري في الملاعب إلى 3.27 مليون متفرج، مقارنة بـ 3.3 مليون متفرج في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
وقال إنفانتينو: “شكراً لجميع المشاركين ولقطر وجميع المتطوعين الذين جعلوا هذا المونديال هو الأفضل على الإطلاق”.
وأضاف: “لم تكن هناك أية حوادث خلال المباريات، وكانت الأجواء مبهجة للغاية”.
وتابع: “هناك شيء ما يحدث عندما نتحدث عن أن كرة القدم قد أصبحت لعبة عالمية حقاً، مع وصول فريق أفريقي [المغرب] إلى الدور نصف النهائي لأول مرة”.
وقال إنفانتينو: “كما أدارت حكمة [ستيفاني فرابارت] مباراة في كأس العالم للرجال للمرة الأولى”.
وأضاف: “لقد كان نجاحاً لا يُصدق، إذ اقترب عدد المشاهدين من خمسة مليارات. والتقى المشجعون بالعالم العربي، وهو ما يعد أمرا مهما جدا لمستقبلنا جميعا”.
“إرث من الاستغلال والعار”
كانت معاملة قطر للعمال المهاجرين، إلى جانب موقفها من العلاقات المثلية وسجلها في مجال حقوق الإنسان، من بين الأشياء التي أثارت الجدل والتي طغت على الاستعدادات لكأس العالم.
وتعرض الرئيس التنفيذي لكأس العالم في قطر لانتقادات من قبل منظمة “هيومن رايتس ووتش” لإظهاره “التجاهل الشديد” عندما قال “الموت جزء طبيعي من الحياة” في رده على سؤال عن وفاة عامل مهاجر في البطولة.
كما قالت “هيومن رايتس ووتش” إن كأس العالم 2022 “تنتهي دون التزام من الفيفا أو السلطات القطرية بمعالجة الانتهاكات، بما في ذلك الوفيات غير المبررة للعمال الوافدين على مدى السنوات الـ 12 الماضية خلال الاستعدادات لإقامة البطولة”.
وطالبت منظمات حقوقية وعدد من اتحادات كرة القدم الفيفا بإنشاء صندوق تعويضات للعمال المهاجرين وأسرهم، وكذلك إنشاء مركز للعمال المهاجرين في الدوحة.
وقالت روثنا بيغوم، باحثة بارزة في هيومن رايتس ووتش: “ما لم يعالج الفيفا وقطر الانتهاكات واسعة النطاق التي لم تتم معالجتها والتي عانى منها المهاجرون الذين شاركوا في الاستعدادات للبطولة، فذلك يعني أنهما قد اختارا أن يتركا وراءهما إرثاً من الاستغلال والعار”.
وقال إنفانتينو: “بالنسبة لنا كل خسارة في الأرواح هي مأساة، وقد فعلنا كل ما يمكننا القيام به لتغيير التشريعات اللازمة لحماية أوضاع العمال. وسنفعل كل ما يمكننا القيام به من أجل المستقبل”.
وأضاف: “نريد أن نستفيد من هذه التجربة في المستقبل والتأكد من أنه يمكننا المساعدة والاستفادة من كأس العالم وتسليط الضوء عليها لجعل حياة الناس وعائلاتهم أفضل”.