يسئلونَكَ عن عروبةِ السودانِ المزعومة ‘ والشَّرفِ المكذوب ..
د . محمد الأمين بن اللخمي البشقري ..
جمهورية السودان / ولاية الجزيرة / محلية الكاملين / قرية التكينة ..
فضلاً ‘ ” رَكِّز ” ” رَكِّزِي ” معي قليلاُ ..
الإهداء :
إلي السُّودانِيِّينَ العروبِيِّين والإسلامَوِيين الذين كَذَّبوا المِرَايا طيلةَ عُمرِهم ‘ نقولُ لهم : إنَّ الجينات لا تكذب ‘ وعليكم أنْ تستعيدوا آباءَكم الحقيقِيِّين ‘ واستَرِدُّوا هَوِيَّتَكم النُّوبِيَّة ‘ ومعها إنسانِيَّتَكم ‘ واخلِعُوا عنكم الأقنِعةَ الزَّائفة ..
السودانُ ‘ والشَّرَفُ المزعُومُ ‘ والأمرُ العَجَبُ ‘ والتصريحُ الصَّعَبُ ..
في السودان ‘ تجدُ قبائلَ تسمِّي نفسها ( رفاعة) يدَّعون أنَّ نسبهم واصل إلي أهل البيت ‘ وبعضهم إلي سيدنا الحسن ‘ أو سيدنا الحسين ‘ عليهم جميعاً ‘ وعلي سيدنا محمد الصلاة والسلام ..
وتجد قبيلة ( الكواهلة) يدعون نسبهم إلي سيدنا الزبير بن العوّام ..
وتجد ( الجعليين) يدعون نسبتهم إلي سيدنا العباس ..
وتجد قبيلة ( الركابية) يُنَسّبون إلي الحسن أو الحسين ..
وإخواننا ( الدينكا) في جنوب الوطن الحبيب ‘ يُنَسِّبُ بعضُهم إلي ( آل جعل العباس) ..
وهناك ( الهندية) حسينيون أو حسنيون .. ( مع التحفظ هنا)
وهناك ( المراغنة) حسنيون أو حسينيون ( مع التحفظ هنا أيضاً ..
وتجد ( المسلمية) يدعون نسبتهم إلي سيدنا أبي بكر الصديق ..
وتجد ( العقليين) يُنسَّبون إلي سيدنا عقيل بن أبي طالب ..
وتجد ( الصواردة ) يُنسَّبون أيضاً إلي عقيل بن أبي طالب ..
وغيرهم ‘ وغيرهم ‘ يتلَّصقون في شرف مزعوم ..
ونقول لهؤلاء وأولئك .. يا أيها السَّوادين :
هل ( عمرو بن هشام) ( أبو جهل) لم ينجب ?!!!!
هل ( الأسود بن عبد المطلب ( أبو لهب) لم ينجب ?!!!!!!!!!
هل (العاص بن وائل ‘ لم ينجب ?!!!!!!!!! وغيرهم .. وغيرهم .. وغيرهم .. من نسل العرب ‘ لم ينجبوا ? !!!!!!!!
لم نسمع أحداً من السودان ‘ قال – إن جَدَّهُ ( أبو جهل) أو ( عكرمة بن عمرو بن هشام) وهو صحابي جليل .. أو جده ( العاص بن وائل) أو الوليد بن المغيرة ‘ أو عتبة بن أبي ربيعة .. وكلهم عرب كانت لهم صولةٌ وجولةٌ وجلوةٌ ..
محمد الأمين بن الشيخ / مضوي بن أحمد اللخمي ( الرفاعي البشقري القرينابي) كما زعَمَ مَنْ كَتَبَ ‘ يَشُكُّ في هذا النسب شكاً صريحاً .. إذ لا يُعقَلُ ‘ أنَّ الأغلبيةَ في السودان ( أشرافٌ) و ( عباسِيُّون ) و ( زُبيرِيُّون ) و ( عقلِيُّون) و ( تَيمِيُّون) تيم ‘ نسبة إلي قبيلةِ سيِّدِنَا أبي بكر ‘ رضيَ الله عنه ورضِيَ عنّا به ..
لـم نسمع أحداً من السودانيين أو السودانيات مَن قال إنّ : ” جَدًّهُ سيِّدِنا بلال بن رباح ‘ مع أنَّ سيِّدَنَا محمداً ‘ سمع دُفَّ نعليه في السماء في ليلة المعراج الكبرَي .. وليس هناك من قال إنَّ جده ‘ صهيب الرومي أو سلمان الفارسي .. والنبيُّ الكريم يقول : ” سلمانُ مِنَّا آلُ البيت .. !!!!!!!
عليكم بالتقوَي ‘ فهي السلاحُ الأمضَي ‘ والشرفُ الأقوَي ‘ والعروةُ الأندَي ..
خاتـمـة ..
ويبقيَ السؤال في آخرِ الكلام ..
ماذا تركتم للعَرَبِ والعُرْبِ ‘ يا أيها السَّوَادِين ?!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
واللخميُّ ‘ يلزمُ عليه منذ اليوم ‘ أنْ يطرَدَ وهْم الواهمين ‘ بأنَّ نسلَهُم متَّصِلٌ بسيِّدِ الخلق سيدنا محمد المعصوم ‘ وهذا تزويرٌ للتاريخ ‘ ولا يسنُدُهُ الواقعُ ‘ ويجفل عن الحقيقة ..
أشقياء العرب ‘ وكثير من العرب ‘ وكثيرٌ ممن حقَّت عليه الضلالة ‘ وكثيرٌ من الصحابة الكرام من أمثالِ سَيِّدِنا بلال .. لم يذكرهم الحسَّابونَ ‘ ولا النَّسَّابون في بلادنا .. فأين هم ?!!!!!!!!!!!!!!!
خاتمة الخاتمــــة ..
نحن السودانيين ليس بعرب ‘ بمفهوم الجغرافيا والإثنية وبشهادة الجينوم .. فلنَفِق من هذا الوَهْمِ العروبِيِّ .. يا أيها الواهمون والموهومون ..
ولقد قلتُ من ذي قبل أنَّ هَوِيَّتَنا غير مفهومة) وهذا مصدر تخلفنا ورجوعنا إلي الوراء .. فأثيوبيا تنهض وتتطور ‘ لأنها عارفة لهويتها .. أما ننحن نغفو ونتهوَّر .. لعدم معرفة هويتنا ‘ فتارةٌ عرْباً وهم جافلون منا .. وتارة أفارقة ‘ نتبرأ منهم ‘ وهم يتبرأون مِنَّا ‘ علي حد قول سيدنا نوح في قرآن الله تبارك وتعالي ( إننا نسخر منكم كما تسخرون) .. هذا مع العلم أن الأفارقة هم الأقرب إلي سحناتنا ‘ وثقافتنا ‘ وموسيقاهم مثل موسيقانا ..
نحن شعب تائه بين العروبة المزعومة ‘ والشرف المكذوب .. وبين إفريقيتنا التي نرفضها لعقدة نقص مركوزة فينا ‘ وهذا هو الذي جعل العرب لا يَرْضَوْنَ بنا ‘ ولا الأفارقة يقبلوننا ..
ومن المؤسف أن يعتقدَ الناسُ في الهويّة العرقية ‘ ولا يعتقدون في هوية المساهمات علي مستوي الإنسانية .. والذي يبحث عن دم العرق ليس له من إنتاج غير التاريخ ( وهو غير صحيح وغير معروف وضارب) ..
نرجو أن يُقَيِّضَ اللهُ لنا عُقلاء ‘ يرسو بنا علي بَرٍّ آمِنٍ ‘ وركنٍ ركين ‘ ولكن هيهات ..
خاتمةُ الخواتيمِ ..
والواقع الأليم ‘ في زمن الألم ‘ والشعب الذي لا يملك هوية ‘ نجدُ أنَّ بعضَ نِساءِنا قد صدق فيهنَّ قولَ القائل : ” المرأةُ عدُوَّةُ نفسِها ” فتجد بعض السُّودانيات ‘ اختزلن الحشمة والتقوي في سنتميرات من القماش الضاغط ‘ ودلاقين محشوة علي الرأس والرقبة .. ( تقليداً للعقل الرَّعَوِيِّ في مملكة آل سعود وما جاورها من فهم الجلافة ‘ وجلافة الفهم ) ..
ثم إنَّ مشاركتها في الحياة العامة مجرد مسرح وتمثيل ‘ فهي يمكن أن تكون وزيرة أو نائبة ‘ ويتزوج عليها ( بعلها) مثني وثلاث ورباع وخماس بعد أن ينزل واحدة .. فهي لم تناضل لتغيير قانون الأحوال الشخصية ‘ الذي يتسم بثقافة العقل الرعوي .. والتي تحاول الآن السعودية التخلص منه .. ولكن هيهات .. فثقافة العقل الكليل ‘ والذي ينظر للمرأة أداة للذة فقط ‘ لا يمكن أن يستقيم لها الميسم إلا بعد ظهور المسيح المحمدي وليس الإسرائيلي ..
مقتطَف من مقال ” السودان كله نوبة ” .. لأستاذ / باقر العفيف ..
الشخصية الزائفة ..
والشخصية الزائفة عبارة عن قشة في مهب الريح، تتجه أنى اتجهت الريح.. شخصية هشة، إمعة، تابعة ورخيصة.. ولقد أَفِضْتُ في الأمثلة الدالة على هشاشة الفرد السوداني المتوسط average بإزاء العرب في ورقتي “متاهة قوم سود ذوو ثقافة بيضاء” فليُلتَمَسْ في موضعه ولكني هنا أتحدث عن هشاشة الطبقة الحاكمة السودانية إزاء نظيراتها في العالم العربي..
لقد جَسَدَتْ هذه الطبقة الحاكمة الشخصية الزائفة منذ الاستقلال، فقد شهدنا كيف أنها فضلت الانضمام للجامعة العربية وأدارت ظهرها للقارة الأفريقية، وأهملت الانضمام للكومونويلث. وسعت لتعريب المناهج التعليمية في الجامعات من منطلق سياسي وايديولوجي استلابي، وليس من منطلق تربوي كذلك أهملت تحقيق السلام في مناطق النزاعات ولم تحمل لأهلها سوى الحرب.. وما ذلك إلا لأن تلك الطبقة كانت ذاهلة عن ذاتها، مغتربة عن هويتها الحقيقية.. تنظر لنفسها كنخبة عربية تجري في عروقهم “دماء شريفة”، وتنظر لمواطني المناطق المهمشة، حيث تدور الحروب، كأشباه بشر “تجري في عروقهم دماء رخيصة”، وهم من ثم لا يستحقون شرف المواطنة.. بل في ظنهم أن مثل هؤلاء لا يساقون “إلا والعصا معهم” كما قال الكارثة الذي يُسَمَّى رئيسا.
بيد أن قمة التجسيد لهشاشة الطبقة الحاكمة مثَّلتْها شخصيات قادة الإنقاذ.. فهؤلاء مستلبون مرتين، الأولى للعروبة شأنهم شأن الجميع، والثانية للإسلاموية. العروبة تدفعهم ” لاضطهاد أهل الأقاليم المهمشة، والإسلاموية تدفعهم لعدم الاهتمام بالوطن، لأن الأوطان، حسب فكرهم، “أوثان”. وتدفعهم لاضطهاد قومهم ممن لا يعتنقون أيديولوجيتهم. فإذا كان العروبيون عنصريين من جهة واحدة، فإن الإسلامويين عنصريون من ثلاث جهات: ضد الشعوب الأصلية، وضد غير الإسلامويين، وضد المرأة.
فلتعلم الطبقة الحاكمة قديما وحديثا، وليعلم العروبيون والإسلامويون الذين كذبوا المرايا طيلة عمرهم، إن الجينات لا تكذب.. فإن شاءوا استعادوا آباءهم الحقيقيين، واستردوا هويتهم النوبية، ومعها انسانيتهم، وخلعوا عنهم الأقنعة الزائفة، وإن شاءوا استمروا في الحياة وحالهم حال الغربان التي أرادت أن تمشِيَ مشيةَ الطواويس.. فلم تبلغ طائلا ولم تجد مشيتها الأولى وصارت كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ..