آراء

الي البرهان .. لا نضمر الوقيعة إنما لنعلمكم الأخلاق والمهام

د. حامد برقو عبدالرحمن

(1)
في جمهورية الصين الشعبية، و على نقيض الحال في السودان ؛ فإن الطلاب المتفوقين بالمرحلة الثانوية يتم إستيعابهم بالجامعات التابعة للجيش – بعضها كليات مدنية و البعض الآخر عسكرية صرفة . إلا ان الجميع تحت مظلة “جيش التحرير الشعبي” و يخضع للتدريب العسكري.
و هي السياسة التي حاول الرئيس الراحل جعفر نميري تطبيقها في السودان خلال مدرسة خور الثانوية العسكرية ( و التي كنت طالباً فيها لبعض الوقت) إلا ان التجربة السودانية لحقت بأخواتها من التجارب الفاشلة ؛ و التي منها الديمقراطية و شراكة الوجدان الوطني.
مع ذلك فإن المؤسسة العسكرية السودانية تزخر بالكثير من العلماء و الأكاديميين الأفذاذ ، الإ ان الفساد يكمن في المنهج و العقيدة القتالية.
لذا فإن دعوتنا تقوم على إصحاح المنهج و ليس تغيير أدمغة العسكريين أو إستبدالها ، حيث لا وجود لقطع الغيار !!

(2)
الذي يتوجب على العسكريين السودانيين فهمه ؛ ان بعضاً من الذين يسدون النصح بضرورة إدخال إصلاحات ممرحلة على المؤسسة العسكرية ينطلقون من خلفيات بعضها أكاديمية عسكرية بحتة ؛ ذلك حتى ان لم يسبق لهم الإنتساب الي الجيش السوداني أو التخرج في كلية الحربية السودانية.
أي ان هنالك كليات و أكاديميات عسكرية مرموقة في الكثير من بقاع الأرض و هنالك أكثر من وسيلة لبعض السودانيين للإلتحاق بتلك الأكاديميات دون تزكية أو إبتعاث أو الترشيح من قبل المؤسسة التي تخرج الكثير من حانثي القسم من الإنقلابيين و قتلة أطفال السودان.

و للأمانة فقط فإن تصنيف الكلية الحربية السودانية من حيث البيادة و التدريبات الجسمانية (جيد) لكن من الناحية النظرية – تكتيكات و إستراتيجيات الحرب- قواعد الإشتباك (دون الوسط ).
لذا على كبار ضباط جيشنا الذي يأتي في المرتبة 77 عالمياً بحسب تصنيف (قلوبال فير پاوار) إيقاف التبجح الأجوف أمام المدنيين.

(3)
بالأمس الأول و في ذكرى ملحمة كررى حذر قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان السياسيين من السعي للوقيعة بين الجيش الوطني و قوات الدعم السريع.
صحيح أن أصدق الحب ما يصدر من طرفِ واحد، لكن قد يكون عنواناً للغباء أو الجبن، (هذا ان سلم من النفاق).
العاطفة الجياشة و الحنان المتدفق من لدن قائد الجيش تجاه قوات الدعم السريع لا تقابلهما تحية مماثلة ناهيك عن أفضل منها من قبل قائد الدعم السريع.
الذي نريد قوله للأخ البرهان أننا أكثر حرصاً منه على منع أي وقيعة أو فتنة بين من بيدهم السلاح اليوم على الساحة( و تحت المسميات المختلفة).
لذا ندعوا الي دمجها و إدخال الإصلاحات الضرورية عليها حفاظاً على وحدة تراب الوطن و سلامة أهله.
و الأمر الآخر و رغم إختلاف المهام ؛ فإن المؤسسة العسكرية مثلها مثل باقي المؤسسات الوطنية( السكة حديد، الغابات ، الزراعة ، الصحة و غيرها).
لذا يجب إخضاعها تحت إمرة السلطة المدنية.
بلغة أخرى ؛ جاءت الثورة لتقويم أداء مؤسسات الدولة و تعليم الممانعين و تذكيرهم بمهامهم الدستورية.
أفهمت ؟؟
إمنع الفوضى !!

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى