إلي الصوفية أبحثوا عن فضولي .. عن مبارك الفاضل !!
د. حامد برقو عبدالرحمن
15 أغسطس, 2022
(1)
نحن أبناء العامة عندما كنا صغاراً و السودان كبيراً – كنا ندخر بعضا من مصاريف الإفطار المدرسي لشراء كتيبات و بعض المجلات- منها مجلة ماجد الظبيانية .
و لأن السودان كان غير سودان اليوم فإن مجلة ماجد التي تصدر في يوم الأربعاء من كل أسبوع تصل الي أيدينا مساء الخميس لنستمتع بقرأتها ليلة الجمعة و خاصة أننا لن نذهب الي المدرسة في صباح اليوم التالي ، فلا حاجة لتعكير وقتنا بالواجبات المدرسية.
مازلت اذكر شخصيات المجلة رغم مرور سنوات على قراءة آخر نسخة منها.
ماجد كان الشخصية الرئيسية ، زكية الذكية، كسلان جدا ، الشرطي اليقظ النقيب خلفان و المساعد فهمان الذي يجيد التنفيذ إلا انه كان غبياً ثم فضولي اللغز الذي يوضع في مكان ما على صفحات المجلة ليجتهد القراء الصغار في البحث عنه.
كنا نقلب الصفحات صفحة صفحة ، و لا ننام قبل ان نجد اين يختبيء فضولي.
المجلة التي صدرت عام 1979 كانت إماراتية الهوية إلا ان توجهها كان لجميع الاطفال الناطقين بالعربية من المحيط الي الخليج .
بعد عقود تعرفت على الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة و الامن بإمارة دبي و تواصلت معه لكن لم أشأ ان أسأله ان كان هو المقصود بالنقيب خلفان . إلا ان الفريق أول عبدالفتاح البرهان يجسد المساعد فهمان بإمتياز ، بينما رجل كل المواسم السيد مبارك الفاضل هو ذلكم فضولي ؛ فلا تبحثوا عن غيره !!
(2)
قبل سنوات زرت الشيخ الراحل عبد الرحيم البرعي ( عليه رحمة الله و مغفرته) برفقة آخرين ، كان الشيخ كريماً بشوشاً كعادته رغم انه كان قد أنهكه المرض .
طلبت منه الدعاء ( و هو الغرض من المسافة التي قطعتها من الخرطوم الي الزريبة).
عندما خرجنا من عنده توجه الناس الي ضريح أظنه لوالد الشيخ البرعي طلبا للبركة .
قلت لمن معي من الناس بأنني لن اذهب الي الضريح إلا بغرض الدعاء له. لأن الميت يحتاج الي الدعاء منا نحن ، اما هو فلا يملك لنا ضراً و لا نفعاً.
ثم انصرفت وسط ذهول من كان حولي من المرافقين و الحيران.
لأهل التصوف مكانة سامية في نفوس غالبية اهل السودان لما عرف عنهم من زهد، صدق ، تسامح ، كرم ، سلم و حب الخير . هذا برغم ان بعض ممارسات، إعتقادات و قصائد بعض الطرق الصوفية تخالف صحيح العقيدة.
(3)
تأسفت لحجم التجريح الذي تعرض له سماحة الشيخ الطيب الجد ود بدر. لكن الأسف الأكبر انه مازال يسبح في الماء الآسن الذي انتجه الفلول و أحضره قائد الجيش .
ما الفائدة من ضياع الوقت لتداول مبادرة قاطعت جلساتها القوى السياسية و الثورية الحية( الحرية و التغيير و لجان المقاومة) ، و قاطعتها الامم المتحدة و دول الترويكا ( الولايات المتحدة و النرويج و بريطانيا) بل تنصلت عنها متواطئو الانقلاب من حركات الكفاح المسلح و أخيرا أنكرها الرجل الثاني في الانقلاب ؟
منذ حوالي عامين و الاخ البرهان ينفذ خطط الفلول على طريقة المساعد فهمان إلا ان النتائج لا تقف عند حد الفشل بل تتوالى هندسياً يوما بعد يوم.
منذ انقلاب 25 اكتوبر المشؤوم لم يترك قائد الجيش باباً إلا طرقه بحثاً عن من يتبنى (لقيطة) تهوره .
ربما نوصيه بمجلة ماجد حيث البنت الذكية زكية لعلها تهديه الي مخرج . أما نحن فيكفينا تواجد فضولي .. أقصد السيد مبارك الفاضل ليتأكد لنا فشل المبادرة أو موتها.
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com