كذبا كاذب يا حميرتي..
عبدالغني بريش فيوف
(لا تحرموا الإنسان من الكذب، لا تحرموه من تخيلاته، لا تدمروا خرافاته، لا تخبروه الحقيقة، لأنه لن يتمكن من العيش من خلال الحقيقة)..
كم كذبة اطلقها زعيم ميليشيا الجنجويد محمد حمدان دقلو منذ ان اصبح عضوا في مجلس السيادة! عشرة كذبات، مائة كذبة، مليون كذبة!!
كذبات زعيم الجنجويد، لا تعد ولا تحصى، فالرجل يكذب ويعلم انه يكذب، ويعلم اننا نعلم انه يكذب، ومع ذلك فهو يكذب بأعلى صوت..
1/قوله بانحيازه للثورة السودانية المجيدة، كذبة كبيرة.
2/قوله بانه يحرص على استقرار السودان وهدوءه، كذبة لا تنطلي إلا على الإنتهازيين والمتسلقين المتوسخين.
3/اعتبار ميليشياته الجنجويدية ضمن الجيش النظامي، كذبة عظيمة.
4/قوله بعدم معرفته بالذين فضوا اعتصام القيادة العامة، كذبة.
5/كل كلمة وأخرى تخرج من فمه، كذبة.
في احدث كذبة من اكاذيبه، أعلن “حميرتي”، ترك أمر الحكم للمدنيين في السودان وتفرّغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية.
وقال في بيان صحافي حول الوضع السياسي في البلاد، نشرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية، متوجهاً للشعب السوداني: “لعلكم تابعتم القرارات التي أصدرها رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في الرابع من يوليو/تموز الماضي، هذه القرارات التي عملنا على صياغتها معاً، وعبر تشاور مستمر، وبروح الفريق الواحد، وبنية صادقة أن نوفر حلولاً للأزمة الوطنية مهما كلفتنا من تنازلات، فنحن لن نتمسك بسلطة تؤدي لإراقة دماء شعبنا والعصف باستقرار بلادنا، لذا فقد قررنا معاً إتاحة الفرصة لقوى الثورة والقوى السياسية الوطنية لأن يتحاوروا ويتوافقوا من دون تدخل منا في المؤسسة العسكرية، وقررنا بصورة صادقة أن نترك أمر الحكم للمدنيين، وأن تتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية السامية المنصوص عليها في الدستور والقانون“.
ودعا حميرتي كل قوى الثورة والقوى السياسية الوطنية للإسراع في الوصول لحلول عاجلة، تؤدي لتشكيل مؤسسات الحكم الانتقالي، مؤكداً أنه سيبذل قصارى جهده لتذليل أي صعاب قد تواجههم، في سبيل الوصول إلى ما يخرج السودان إلى بر الأمان.
هذا هو بيان الأكذوبة عزيزي القارئ لزعيم الارهاب والقمع في السودان حمدان دقلو، بيان الهروب إلى الأمام والضحك على اللحي، إذ ان الرجل قبل أيام معدودة فقط من تاريخ هذا المقال، اتهم الثوار باثارة الفتن القبلية في النيل الأزرق وكسلا والقضارف وغيرها من المدن السودانية.. فما الذي تغيّر في هذه الفترة الوجيزة، ليأتي بكذبة جديدة يزعم فيها -تركهم أمر الحكم للمدنيين؟
هذا البيان الذي صفقت له، أحزاب أكل الدهر عليه وشرب.. أحزاب خارج الوقت.. وخارج الأحداث.. وخارج الوطنية والإنسانية والضمير، لا يمكنه ان يكون إلآ بيان الكذب والخداع. بيان الهروب من المسؤوليات وتبعاتها.
لا يمكن لأي ثوري سوداني ولأي شخص صادق مع نفسه، أن يصدق ما جاء في بيان “حميرتي” من وعود وعسل الكلام. اما إذا أصّر على انه صادق في بيانه. فعليه اتخاذ الخطوات التالية:
1/تقديم استقالته من مجلس السيادة فورا..
2/حل ميليشياته الجنجويدية فورا..
3/اصدار بيان يعترف فيه بمشاركته في فضّ اعتصام القيادة العامة..
4/تقديم اعتذار علني ومكتوب للشعب السوداني على دوره في تقويض الثورة السودانية..
5/تقديم اعتذار خاص للشعب الدارفوري على ابادته له، والاستعداد على تقديم نفسه للمحاكمة الجنائية العادلة على تُهم جرائم الابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية..
6/الامتناع عن تقديم نفسه وصيّاً على الثُوار والثورة السودانية التي منه بريئة..
7/ان يكشف للشعب السوداني في بيان واضح عن الدور الذي لعبه في التآمر مع دول محور الشّر العربي ضد السودان وثورته..
الخطوات المذكورة، سهلة التنفيذ إذا اراد “حميرتي” ان يصدقه الشعب السوداني، وإلا، فليخرس ويتوقف عن اصدار بيانات يقصد منها تضليل الرأي العام والهروب إلى الأمام من المسؤولية وتبعاتها.