نحن فعلا لا نشبهوك يا الفريق أول قبلي عبدالفتاح البرهان …
يقال ان القائد السوي الطبيعي والحقيقي، ينظر الى اقصى مدى أمامه، فقبل ان يخطو خطوة، يعرف الخطوات التالية وما قد يعتري أيا منها من عقبات وعثرات. أما قائد “الصدفة” الذي يتولى القيادة قدرا، لوجود فراغ ما، فانتهز الفرصة وجلس على كرسي القيادة، فعادةً لا ينظر الا تحت قدميه، ولا يرفع عينيه، إلا عندما يصفعه أحدهم على قفاه صفعة قوية، وحتى عندما يتلقى الصفعة، فإنه عندما يرفع رأسه، لا ينظر أمامه، بل يلتفت للخلف هربا.
عزيزي القارئ..
عبدالفتاح البرهان، من صنف القادة المزّيفين وغير الأسوياء، لكنه وجد نفسه وفي غفلة من السودانيين، قائدا لهم. ولأنه قائد “الصدفة” في زمن الخراء والاسهال السياسي. القى خطاباً في مناسبة اجتماعية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، في منطقة “كلي” بولاية نهر النيل، وردت به عبارات “عنصرية” وقحة تجاه المجموعات السكانية الأخرى التي تقطن في مناطق نهر النيل.
في اللقاء المعني، قال قائد الانقلاب، مخاطبا مجموعة من الحضور، وهم جميعهم من بني “قبيلته”، بالقول : “المطلوب مننا ان نوحد كلمتنا ولُحمتنا وما نسمح لغيرنا يتحدث نيابة عننا، ما نسمح لناس ما بيمثلونا ولا يشبهونا ان يتحدثوا باسمنا”. والرجل بقوله، لا يشبهونا”، ولأنه يشعر بوجود عيب فيه يُشعره بالضيق والتوتر ونقص في شخصيته، ولتعويض هذا النقص، لجأ الى الهجوم على المجموعات غير المنتمية لقبيلته وهي:
1/النُوبة بمختلف فروعهم..
2/الدارفوريون/بكل قبائلهم..
3/مجموعات قبائل شرق السودان..
4/الجنوبيون/بمختلف قبائلهم..
5/ناس النيل الأزرق..
6/الفلاتا والهوسا..
7/مجموعات أخرى..
اعلاه هي المجموعات التي قصدها الدلقان عبدالفتاح البرهان في حديثه، وهذا الخطاب عزيزي القارئ، ليس مجرد زلة لسان، انما صدر مع سبق الإصرار والترصد للتقليل من هذه المجموعات السودانية الأصيلة. لكن الحقيقة هي ان هذه المجموعات فعلا لا تشبه البرهان ومجموعته التي كان يتحدث إليها، وذلك أن:
1/لهذه المجموعات، قيمُّ تهتدي بها..
2/لهذه المجموعات، ديانات تضيء لها الطريق..
3/لهذه المجموعات، أخلاق، وإنما الأمم والشعوب الأخلاق..
4/لهذه المجموعات، تأريخ طويل في الوطنية والدفاع عن السودان..
5/لهذه المجموعات، مساهماتها في الثقافة والحضارة الإنسانية..
تلك هي بعضا من خصائص المجموعات التي لا تشبه البرهان و”مجموعته”.. لكن هل لدى البرهان ومجموعته، دِينا يهتدون به أو اخلاقا لان انما الأمم الاخلاق، بل هل لهم مساهمة في الحضارة الإنسانية وتاريخا في الوطنية والنضال ضد الاستعمار؟
الإجابة على التساؤلات أعلاه، حتما بالنفي، لأن من يتمتع بالصفات المذكورة، لا يلجأ إلى النزعة القبلية التي تؤدي إلى تبلد المشاعر والتجرد من الإنسانية.
نعم، غبي هذا البرهان القبلي، لأنه لا يجيد قراءة التاريخ، غبي لأنه لا يدرك بأن الاستغاثة بالقبلية لن ُتجدي نفعا، وبأن تنصيب العداء لهذه المجموعات السودانية الأصلية، هو حُكم مسبق على الوطنية بالموت شنقاً.
غبي هذا البرهان، لأنه لا يجيد قراءة أيّ تاريخ إلا تاريخ قبيلته، وجاهل جداً حينما يتخذ من القبيلة قبلته ووجهته والجهوية بوصلته، ومتخلف جداً حينما يقف على ناصية الزمن بينما عقارب العالم تشير إلى امتداد عمر جاهليته.
عبدالفتاح الدلقان الذي ينقصه كل شيء، ويدعي مكابرا بأنه يمتلك كل شيء لإدارة البلاد، يقطن في كهوف القبلية المقيتة، ومازال يعيش في زمن جاهلية اب جهل والعباس بن أبيه، واستدعاءه، لعبارة (أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب)، انتهاك صارخ لمفهوم المواطنة والوطنية، واستهتار بكيان الدولة وردة عليها، وتمثل قمة الجهل والتخلف، وعلى القوى الوطنية الحية، التصدي لهذا الخطاب القبلي العنصري، وذلك عبر خطوات عملية ملموسة، إذ ان إصدارها لمجرد بيانات استنكار وإدانة هنا وهناك لا تكفي للحفاظ على الدولة السودانية ككيان موحد.
bresh2@msn.com