مقالات مختارة

كُلكم وكُلنا من عائلة القرود “والمغُور” يا سامي صلاح!!

عبدالغني بريش فيوف

قرر حزب المؤتمر السوداني، يوم الخميس 6/23/2022، إيقاف أحد كوادره وإحالته للتحقيق عقب توجيهه إساءات قِيل لنها عنصرية لقيادات تتبع لقوى الحرية والتغيير مجموعة “الموز”.

وكان سامي صلاح، كتب في منشور على الفيس ان اعتصام القصر الذي نظمته حركات مسلحة وأحزاب سياسية قبل انقلاب اكتوبر “هو إعتصام القرود المتخلفة عقليا وذهنيا وأخلاقيا والمنحطة نفسيا وجسديا.

وقال بيان صادر عن المؤتمر السوداني، إن الأمانة العامة إطلعت على ما خطه عضو الحزب سامي صلاح على صفحته بموقع فيسبوك، والذي يحمل اشارات عنصرية بغيضة ومرفوضة تتناقض جوهرياً مع مبادئ وقيم التنظيم وتشكل خروجاً بيناً على كل المبادئ والقيم التي ظل ينادي بها ويناضل من أجلها منذ تأسيسه.

وأضاف “استناداً على لوائح الحزب ونظمه الداخلية تقرر إيقاف عضو الحزب وإحالته للجنة محاسبة شكلتها الأمانة العامة” واكد بأنها سترفع توصياتها لقيادة الحزب عاجلاً لاتخاذ الإجراءات الصحيحة في مواجهته.

عزيزي القارئ..

في العام الماضي، قارن الحاخام اسحق (عوفاديا) يوسف، بين البشر من ذوي البشرة السوداء “بالقرد”.

ووصف يوسف، وهو الزعيم الروحي لحزب “شاس” اليميني الاسرائيلي، خلال درسه الديني الأسبوعي، ذوي البشرة السوداء بأنهم “قرود”. وفي فتواه الشرعية عن حكم مباركة البشر ذوي البشرة السوداء، أجاب يوسف بالقول، إنه لا يجوز مباركة الإنسان الأسود، إلا في حال كان أباه وأماه من ذوي البشرة البيضاء. وأضاف في هذه الحالة يجوز أن تبارك لهما ابنهما إذا جاء كالقرد”، قاصداً بذلك سود البشرة.

والحاخام يوسف، استند في فتواه، على ما جاء في كتاب “التلمود البابلي” اليهودي، حسب زعمه. وطبعا لم يكن يقصد بذوي البشرة في فتواه، أهالي دارفور، إنما كان يقصد كل السُود، بما فيهم سامي صلاح وأهله في شمال السودان.

في العام 2020 أيضا، قامت الشركة العملاقة فيسبوك بالاعتذار، عن مقطع فيديو نشر في منصّتها، وجاء وصف نظام الذكاء الاصطناعي للرجال السود بأنهم “قرود”.

والفيديو المسيء، يحمل عنوان “رجل أبيض ينادي رجال شرطة بشأن رجال أسود في المارينا”، والذي يبين رجالاً سود البشرة يشتركون في خلافات مع ضباط شرطة ومدنيين بيض.

إذن، عزيزي القارئ. اعتبار ذوو البشرة السوداء في المجتمعات الغربية “قروداً” -أي أقل من البشر، ليس شيئا جديدا، إذ ان العنصرية عندهم -عند الرجل الأبيض، هي التدوين اللوني لعلاقة القوة وسوء المعاملة.

هم يعتقدون أنهم متفوقون على البشر الآخرين لأنهم “بيض”.. لكن، ما هو تبرير سامي صلاح ليصف مجموعة اعتصام “الموز” بالقرود؟

هل لون بشرة المدعو سامي صلاح أبيض حتى يعتقد في نفسه التفوق على غرار الرجل الأبيض؟

لنقل ان المدعو سامي صلاح من قبيلة الجعليين او الشوايقة او النوبيين او غيرها.. فالسؤال: هل القبائل المذكورة بيضاء اللون؟

عزيزي القارئ..

سامي صلاح، مثال على هذا السودان المليء بالمتناقضات في كل شيء ومن كل اتجاه بين مختلف تيارات الجهل والتخلف. جهل له قدرات رهيبة في التنظير لمختلف أنوع الاستعلاء الثقافي والعرقي والديني والحضاري وولخ، وعدم قدرة العلم على مجابهته. جهل يتمظهر في تقسيم السودانيين وهم بالضرورة جميعهم سود البشرة، إلى أعراق دونية وأخرى سامية، تحت وهّم اللون.

إن احتقار البشر غير العرب في السودان على أساس الثقافة والحضارة العربية الصحراوية، يعد مظهرا آخر من مظاهر زيف هذه الحضارة المزعومة، تلك الحضارة التي تدعي المجد، والقدرة على انتاج المعارف، والأفكار القادرة على تدبير كل شيء، لم تكن سوى وباءا فتاكا، هتك بالسودان واعادت به ألف وأربعمائة عام إلى الوراء.

انهم بغبائهم في تفسير الأمور، بحسب أهوائهم وعقولهم المتعجرفة المحدودة البنيان، للأسف استعبدوا غير العرب في السودان بأسماء مختلفة -دينية وثقافية ولغوية.

انه الجهل العنصري المغلف بطغيان التفوق اللوني الوهمي، النابع من نفس بشرية حاقدة، ترفض الاعتراف بأن السودانيين كلهم سُود -عربا كانوا او من أصول افريقية، وبئسا لعنصرية تطرف الجهل الذاتي، عنصرية مغلف بوهم بياض اللون والنقاء العرقي. عنصرية مساهمة في زحف الظلام والجهل ودمار الذات السوداني واهانته.

نستطيع نحن المقيمين داخل المجتمعات الغربية البيضاء، ان نتحمل كل الاهانات، لسوّاد لوننا ولأصلنا الأفريقي الذي نفتخر ونتفاخر به. لكن، لا يمكننا ابدا ابدا، تحمل الاهانات المشابهة من السودانيين الذين يحاولون يائسا، إيجاد شجرة عائلية وهمية عند (الآريين).

وفي الختام.. نقول “للآري النازي” سامي صلاح، اخرج الدونية التي افرزت عندك عقدة الأنا والتحضر، فلا تحاول انتاج نظريات التفوق العرقي الوهمي، ووضع قطيعة مع اصلك وجنسك وفصلك.. فجميعكم في حزب المؤتمر السوداني “قرود”، ونحن كمان قرُود في نظر الانسان الأبيض.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى