آراء

الحوار مع من يا قارئ المعنى؟

معتز اسحاق حسين ساطور

في البدء دعوني استهل مرافعتي بهذه الأبيات تماشياً مع سياق النضال.
إذا الشعب يوما أراد الحياة* فلابد أن يستجيب القدر.
ولابد لليل أن ينجلي * ولابد للقيد أن ينكسر.

وللاوطان في دم كل حر * يد سلفت ودين مستحق.
وللحرية الحمراء باب* بكل يد مضرجة يدق.

الحرية نور ونار* من أراد نورها فليصطلي بنارها.

ذهب نيلسون مانديلا – الأب الروحي رفيق درب النضال إلى حقيقة مفادها ” ليس سهلاً الطريق إلى الحرية Nelson Mandela’s” No Easy Walk to Freedom”.

تتجلى حبكة حوار الآلية الثلاثية في ماهية تشابك وتداخل الأحداث وظلال الشخصيات مع بعضها البعض، الأمر الذي دفع لفيف من الوطنيين بأن هذه المائدة أشبه بمسرح العبث للكاتب المسرحي الانجليزي الشهير صامويل بكت ” نهاية اللعبة Samuel Beckett’s The Endgame”. بداهة هذا الحوار ضم لفيف من السفاحيين والانتهازيين الذين كان لهم قصب السبق في إزهاق أرواح الملايين من أبناء وبنات الشعب السوداني طوال ثلاثة عقود من الزمان. الجدير بالذكر تتمظهر زروة حبكة الآلية الثلاثية في إقحام شخصيات غير مرحب بهم في مائدة الحوار كامثال التيجاني سيسي وهو بلاشك رجل انتهازي وظل متماهي مع السفاح البشير ابان تكليفه حاكماً لإقليم دارفور وكان يجاهر بأن السفاح البشير رجل دولة ولم يرتكب جرم في حق الدارفوريين مع العلم السفاح والمخلوع البشير قتل نحو سبعين ألف من الشعب السوداني فضلا عن ذلك كان يجاهر السفاح البشير بأن الفتاة الدارفورية ينبغي عليها أن تفتخر عندما يتم اغتصابها من قبل رجل صفوي- مما يؤكد أنه كان يشن حروب تحت ستار الجهوية والمناطقية والعنصرية وصولاً لإنجاح مشروع التغيير الديمغرافي ضد الأمة الزنجية بالسودان واستبدالها بقبائل عربية مستوردة من خارج البلاد- فرض هوية الدولة تحقيقا لمشروع الإسلام الحضاري. كان للانتهازي سيسي نصيب الأسد في قتل المدنيين والولوج في الفساد – السلطة الإقليمية بدارفور أنموذجا. ضم الحوار أيضآ ميادة سوار الذهب وهي معروفة لدى السواد الأعظم من الشعب بأنها انتهازية من الدرجة الأولى فضلاً عن ذلك شاركت في حوار الوثبة من أجل إبقاء الديكتاتور البشير في السلطة كما شارك أيضآ المجاهد جبريل إبراهيم ضمن ” كتائب المجاهدين” الذين كان لهم نصيب الأسد في توفير الحماية والاعاشة الكاملة للزعيم الإرهابي العالمي بن لادن بغية تنفيذ مخططاته الإرهابية بالسودان. كما شارك في الحوار المتملق مبارك اردول ومني مناوي وغيرهم ضمن داعمي اعتصام الموز بالقيادة العامة بغية اغتصاب الديمقراطية وضرب مدنية الدولة في مقتل.كان لهؤلاء السواد الأعظم في ارتكاب أفظع الجرائم بالسودان سيما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة. كما شارك أيضآ في حوار الآلية الثلاثية عصابة الانقلابيين – جنرالات البشير الأمنية إبراهيم جابر وشمس الدين كباشي وزعيم العصابات والمليشيات بالسودان حميدتي – الرجل السفاح بعياز من زعيم عصابة الانقلابيين والسفاح الأسوأ على الإطلاق عبدالفتاح البرهان الذي كان ولازال له القدح المعلي في إبادة الثوار والمدنيين العزل على مستوى ارياف وبوادي وطننا الحبيب. ندين ونستنكر باغلظ العبارات سلوك ممثل الأمم المتحدة “فولكر” إزاء التماهي والتنسيق مع الانقلابيين وخلق مائدة للانقلابيين بغية إجراء حوارات عبثية فيما بينهم وممارسة الاستحمار والاستحقار ضد شعبنا الثائر والتربص باشواقه وتطلعاته الرامي نحو بلوغ مدنية الدولة كامل الدسم. كان يتعين على ممثل الأمم المتحدة “فلولكر” الجلوس مع ضحايا الحروب – النازحين واللاجئين ولجان المقاومة والثوار الحقيقيين الذين كان لهم نصيب الأسد من التعذيب والتنكيل والقمع والترهيب وهم ماضون نحو تحقيق مدنية الدولة رغم آلة السلاح وهدير الرصاص الحي والبنبان.

في تقديري هذه بمثابة خطيئة مميته ترجل عليها ممثل الأمم المتحدة ” فولكر” جراء إقحام الانقلابيين في مائدة الحوار بغية التحاور فيما بينهم والتخطيط لإبادة الشعب بصورة كلية.وبما أن فولكر ساهم في تهيئة هذا المناخ لهؤلاء المجاهدين والمؤدلجين، لم يخالجني أدنى شك بأن اتخذه بمثابة مروج /أمير حرب The War Monger/Lord ” حيال تماهيه مع الانقلابيين وممارسة الخداع والمؤامرة ضد مستقبل هذا الشعب المعلم. لقد فشل” فولكر ” فشل زريع في مهمته نسبة لأنه لم يتمتع بالاستقلالية التامة في مخاطبة جذور الأزمة هذا الي جانب ينقصه الشجاعة والكاريزما في قيادة هذا المشهد المعقد وصولاً إلى توافق يلبي طموحات واشواق وتطلعات الشعب السوداني في كيفية إدارة هذه الفترة الانتقالية. لايستطيع فولكر معالجة هذه الأزمة السياسية إزاء التماهي مع الانقلابيين بقدرما أن وجوده قد يسهم في تعقيد المشهد اكثر وصولاً إلى مغزى مسرحية العبث ” نهاية اللعبة Samuel Beckett’s The Endgame “. للكاتب المسرحي صامويل بكت. وبما أن الحادبين على مصلحة الوطن ظلوا مدينين لتراب هذا الوطن والشعب بالغالي والنفيس سوف لم نتراجع إلى الوراء قيد أنملة وها نحن نحمل في طياتنا اسمي معاني الإنسانية والكرامة حتما “ثم تشرق الشمس Hemingway’s The Sun Also Rises” أوكما في أدب الأمم سيما أدب همنغواي تجسيداً لنضالات الشعب الأمريكي في مجابهة عزائم الأمور “.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى