فولكر وورقة ترك الخاسرة ..
بقلم: صباح محمد الحسن
أطياف –
بتوقيت الأزمة وبتاريخ الهزيمة للمجلس الانقلابي وفي ظل خسارات الفلول المتكررة في ميادين رحلة العودة ، و(حسب الطلب) شن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات محمد الأمين ترك هجوماً عنيفاً على رئيس بعثة يونيتامس في السودان فولكر بيرتس لانحرافه عن مهامه رافضاً التدخل الأجنبي في البلاد، وقال ترك إن انفصال الشرق سيكون حال استمرار فولكر في نهجه الاقصائي، على حد تعبيره، وأضاف (اذا استمر فولكر في نهجه الشرق سينفصل بناسه والسودان سيصبح مثله ومثل إثيوبيا وتشاد).
وأكد ترك في مؤتمر صحفي أمس رفض الشرق لانحرافات فولكر من خلال استغلاله لتفويضه الذي أظهر خلاله انحيازاً واضحاً لجهات معينة فضلاً عن تجاهله لقضية الشرق التي افضت لزيادة الفقر ومعدات الكراهية والتشظي.
وتأتي تصريحات ترك تزامنا مع تجدد دعوات الفلول للخروج في احتجاجات ضد بعثة يونيتامس للمرة الثانية بعد أن باءت محاولاتهم بالفشل في المرة السابقة ، لكن المضحك المؤلم أن ترك أثبت جلياً انه اداة وعصاة في يد الفلول والعسكريين يتم استخدامها في الوقت المناسب، فكلما كان ترك خيارا للضغط اثبت أن الذين يدفعون به الى الواجهة في حالة حرجة ومتأخرة، والغريب في الأمر ان تهديدات ترك منذ أن تمت صناعته لهذه الاغراض وحتى آخر تهديد لم يحقق مطلباً واحداً للشرق او لأهله ، قدر ما أنه يحقق مصالح قوم لا هدف لهم ولا سعي سوى تعكير الاجواء وخلق ازمات مترادفة البلاد في غنى عنها.
ودعوات ترك و الفلول لطرد فولكر تجئ بعد ان اصبح فولكر يشكل خطراً على النظام الانقلابي في مجلس الأمن وباتت تقاريره تكشف كل سوءات الانقلاب التي يمارسها في الشارع من قتل واعتداء على الثوار ، فبالرغم من أن لغة فولكر في تقريره الأخير أمام المجلس كانت ناعمة و تجاوز فيه الحديث عن ما ارتكبه المجلس الانقلابي من جرائم ضد الانسانية أبرزها قتل مايقارب مئة ثائر ، الا ان ما تناوله التقرير من نقاط تتحدث عن المخاطر التي تحيط بالبلاد في ظروف سيئة، لم يكن أيضاً حديثاً مقبولاً للعسكر سيما ان مجلس الأمن بيده تقارير سابقة كشفت الخطير من جرائم للمجلس الانقلابي كما انه يتابع مايحدث من قمع للمتظاهرين وان حماس فولكر تجاه قضايا الثورة ان زاد او نقص فلن يغير في الحقيقة شئ..
لكن ماعلاقة عمل فولكر وبعثته بإغلاق الشرق حتى يهدد ترك بفصل الشرق أليس من بين أهل الشرق او من المقربين لترك عاقل ينصحه من ان يكف عن كونه اصبح اضحوكة بسبب تصريحاته الجوفاء التي يمارس من خلالها الابتزاز السياسي من أجل أهداف لا علاقة لها بالوطن وقضايا الاقليم.
فعجز الفلول وضعفهم اصبح واضحاً بعد أن أصبحت قدراتهم السياسية ضعيفة حد الاستعانة بهذا الرجل فامبراطورية النظام المخلوع المعادة للمشهد السياسي ، أصبحت لا حول لها ولاقوة ، فكلما ضاقت بها السبل طلبت من ترك الصعود الى مسرح الاحداث ليقدم فاصلاً من مسرحياته الهزيلة فترك الذي لايستطيع نطق اسم فولكر بيرتس بطريقة صحيحة لكنه يحفظ عن ظهر قلب جملة واحدة فقط، وهي نرفض التدخل الاجنبي في الشأن السوداني ، فالشفقة ليست عليه انما على جهات فشلت في ادارة البلاد ونجحت في محاربتها ، وبالاستعانة بورقة ترك الخاسرة أكدت هزيمتها في كل الخطط السابقة فما اهون الانقلاب وضعفه ، وضعف كل الذين يقفون خلف هذه السيناريوهات الخاوية المتكررة ، التي تؤكد عدم احترام الحكومة لشعبها وعدم احترام ترك لأهل الشرق، الذين اصبح يزج بهم في كل المعارك الخاسرة ، فإن كانت ازمة هذه البلاد في حكامها ، فازمة الشرق في هذا الرجل الذي أصبح يشكل خطراً ليس على البلاد فحسب انما على من نفسه وعلى من هم حوله.
طيف أخير:
لم يُرهق هذا الوطن شيء سوى بعض المنتمين له ولايعرفون قيمته
الجريدة
////////////////////////