تقرير: فرنسا تخسر معركة الرأي العام أمام روسيا في الساحل الأفريقي
اعتبرت صحيفة ”لوموند“ الفرنسية، أن باريس تخسر ”معركة الرأي العام“ أمام موسكو في منطقة الساحل الأفريقي.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: ”تواجه فرنسا آلة الدعاية الروسية القوية في منطقة الساحل، حيث تنشر موسكو مرتزقتها على الأرض وتشن حملة دعائية فعالة على شبكات التواصل الاجتماعي، ما سبب انتكاسة لباريس في معركة الرأي العام“.
وأشار التقرير إلى ما وصفها بـ“مظاهر الغضب على الدور الفرنسي في منطقة الساحل، حيث رفعت الأعلام الروسية بينما اشتعلت النيران في أعلام فرنسا في مظاهرات المعارضة في تشاد“.
وأضاف: ”كما يكسر المجلس العسكري الحاكم في مالي كل الجسور مع باريس للاقتراب من موسكو، مستفيدا من بعض الدعم الشعبي في هذا المجال“.
وأكد التقرير أن ”استراتيجية موسكو في أفريقيا باتت معروفة الآن رغم أن أهدافها واستدامة استثمارها هناك تبدو غير مؤكدة“.
وأوضح أنه ”على الرغم من أن النشاط الاقتصادي الروسي يقتصر على عدد قليل من عمليات التعدين، فقد تمكنت موسكو من فرض نفسها بفضل عرض أمني لا مثيل له يتمثل في مزيج من اتفاقيات الدفاع الرسمية والروابط غير الرسمية مع مجموعة فاغنر القريبة من الكرملين“.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن باريس ”فشلت أيضا في حرب التصورات التي تحدث عنها رئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال تييري بوركهارد، من خلال محاولة استثمار قصة المقبرة الجماعية الأخيرة المكتشفة في مالي ونسبتها إلى مرتزقة فاغنر“.
وأضافت: ”نجح فاغنر، الحليف الروسي الجديد لباماكو، بتحويل التهمة إلى الفرنسيين وحملهم مسؤولية هذه الجريمة“.
وتابع التقرير أنه ”تم استثمار هذه القصة على شبكات التواصل الاجتماعي ولا سيما من قبل أحد أكثر الناشطين الماليين تأثيرا وهو أداما ديارا الذي نشر في 26 نيسان/ أبريل الماضي الدليل على أن قوات برخان (التي تقودها فرنسا) ضالعة في التجسس على معسكر للقوات المالية لإلصاق مسؤولية المقبرة الجماعية بالقوات المالية، داعيا إلى رحيل القوات الأجنبية“.
وكشف التقرير أن ”هذا الناشط مرتبط بعدد من الروس المتخصصين في شبكات التواصل الاجتماعي الذين يدورون في فلك بريغوغين“، في إشارة إلى إفغيني بريغوغين، مؤسس مجموعة ”فاغنر“ التي وصل منها ألف مقاتل إلى مالي منذ بداية العام الجاري.