أخبار

السودان: البرهان يشترط دمج “الدعم السريع” بالجيش للمضي في العملية السياسية

الخرطوم– “القدس العربي”:

اشترط القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، أمس الخميس، دمج قوات “الدعم السريع” في الجيش، للمضي في الحل السياسي، في موقف من المرجح أن يزيد الشقاق بينه وبين نائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي”، الذي يرأس هذه القوات

وقال خطاب في مراسم زفاف جماعي في ولاية نهر النيل، شمال البلاد: “من يزايدون بخصوص الجيش، نقول لهم إن القوات المسلحة السودانية تأسست منذ عام 1925، عمرها نحو 100 عام ومواقفها معروفة. فهي مؤسسة قديمة وراسخة. الجيش ليس جيش البرهان ولا غيره، إنما جيش السودان”.

وتابع: “أذهب أنا أو غيري وتظل القوات المسلحة موجودة تؤدي مهامها، الجيش السوداني لم يصنعه (الرئيس المخلوع عمر) البشير أو الإنقاذ، كان من قبلهم وسيأتي آخرون ويجدونه بعدنا”.

وأكمل: “من يخادعون الناس ويقولون إن الجيش فيه (كيزان) (إسلاميون) كله كذب، الجيش ليس فيه (كيزان) أو إخوان مسلمون. إنه جيش وطني، لا تخيفنا الحرية والتغيير أو أي جهة ولن ننصر مجموعة سياسية ضد أخرى، نحن ننصر الحق فقط”.

ورأى أن “الحرية والتغيير كانت لديها فرصة كبيرة لتقود السودانيين في عام 2019″، وأشار إلى أنه “ما زالت لديها الفرصة، إذا أرادت أن تتولى القيادة”. لكنه أوضح “يجب أن تقبل الجلوس مع الآخرين، لتقود السودانيين وتقودنا نحن العسكريين. ندخل جميعا تحت قيادة هذه القوى المدنية متى ما كانت قوى حقيقية تريد إقامة سودان الحرية والعدالة”.

وبين أن “الجيش ليس محل مزايدة لأن يتم وصفه بأنه مع هذا أو ضد ذاك”، مضيفا: “جيش السودان وطني ولن يقف إلا مع الحق”.

وتابع: “أقول للسياسيين لا تزايدوا باسم القوات المسلحة، على الرغم من أننا قلنا لا نريد سياسة وخرجنا من العمل السياسي، نعرف متى ندعم ومتى نتوقف ومتى نمضي للأمام”.

 وأكد دعمه للاتفاق الإطاري، مشيرا إلى أنه” يمكن أن يخرج البلاد من الأزمة”، غير أنه أشار إلى أنه “مهم لأنه يحتوي على بند دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة”.

 وشدد قائلاً: “هذا هو الفيصل بيننا وبين الحل الذي يمضي في الوقت الراهن، إذا كان هناك كلام واضح حول دمج الدعم السريع والحركات، نحن سنمضي في اتجاهه. نحن نريد بناء جيش واحد يحمي السودان وأهله وأي كلام غير ذلك سيكون غير مقبول”.

وأكمل: “إذا كانت هناك أي جهة تتخيل أنها يمكن أن تخيف الجيش أو تهزمه نقول له أنت مخطئ. الجيش يقاتل منذ 100 سنة لم تهزمه أي جهة، أنت قد تقتل البرهان أو قادة الجيش لكن الجيش موجود وسيمضي في الاتجاه الصحيح”.

وقال: “أعتقد أن الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية على مقربة من الاتفاق، نقول لهم اتفقوا على الانسجام السياسي، ومن جهتي اقترح أن نذهب نحن كقادة عسكريين جميعا ونفتح المجال لآخرين إذا كنا نحن سبب في تعطيل العملية السياسية، نذهب جميعا ليأتي آخرين جدد، شبان يقودون هذه الدولة السودانية”.

وأضاف: “نقول للحرية والتغيير أضعتم فرصة سابقة لا تضيعوا الحالية، إذا أردتم قيادة الشعب السوداني قودوه بحكمة وبفتح صدوركم وتقبل الجميع ونحن سندعمكم ونساعدكم حتى ينال الشعب مبتغاه في سودان السلام والحرية والعدالة”.

وبرزت أخيرا المواقف المتباينة بين البرهان ونائبه وقائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” حول الاتفاق الإطاري، حيث يدعم الأول توسيع قاعدة المشاركة، بينما يتمسك الثاني بالأطراف التي نص الاتفاق الإطاري على مشاركتها في العملية السياسية، أي قوى الثورة وقوى الانتقال والحركات المسلحة.

والاتفاق الذي وقع عليه الجانبان مع عدد من الأطراف المدنية والحركات المسلحة في 5 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من المنتظر أن يفضي إلى اتفاق نهائي خلال شهر فبراير/ شباط الجاري، يخرج بعده العسكر من السلطة، لتحكم البلاد حكومة مدنية في فترة انتقالية محددة بعامين تنتهي بالانتخابات.

والبرهان على الرغم من تأكيده على الالتزام بالاتفاق، إلا أنه ظل يؤكد أخيرا على أنه سيمضي فيه وفق رؤيته، وأن العملية السياسية لا يمكن أن تمضي من دون مشاركة جميع الأطراف.

عقار أكد أن التحديات والعقبات يمكن تجاوزها من خلال الإدارة الصادقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى