أخبار

بنديكتوس السادس عشر: وفاة البابا السابق عن 95 عاماً

  • إيميلي ماكغيرفي
  • بي بي سي نيوز

توفي البابا السابق بنديكتوس السادس عشر في مقر سكنه بالفاتيكان عن عمر 95 عاماً، وذلك بعد حوالي عقد على تنحيه عن منصبه بسبب المرض.

وقد ترأس الكنيسة الكاثوليكية لأقل من ثماني سنوات إلى العام 2013، قبل أن يصبح أول بابا يستقيل من منصبه منذ استقالة البابا غريغوري الثاني عشر في 1415.

وأمضى بنديكتوس سنواته الأخيرة في دير “ماتر إكسليزيا” داخل أسوار الفاتيكان إلى أن توفي عند الساعة 9:34 من صباح اليوم السبت.

وسيترأس بابا الفاتيكان الحالي البابا فرانسيس مراسم الجنازة التي ستقام في 5 يناير/ كانون الثاني.

وقال الفاتيكان إن جثمان البابا السابق سيسجى في كنيسة “سانت بيتر” اعتباراً من الثاني من يناير/ كانون الثاني من أجل “إلقاء نظرة الوداع الأخير عليه من قبل المؤمنين”.

وقد قُرعت الأجراس في كاتدرائية ميونيخ وسمع صوت جرس يقرع لمرة واحدة من ميدان “سانت بيتر” في روما بعد الإعلان عن وفاة البابا السابق.

ردود الفعل

أخذت ردود الفعل تتوالى على خبر وفاة البابا السابق، فقد قال رئيس الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز، الكاردينال فنسنت نيكولاس، إن البابا بنديكتوس كان “واحداً من أعظم علماء اللاهوت في القرن العشرين”.

وقال في بيان: “أتذكر بود خاص الزيارة البابوية الاستثنائية لهذه البلاد في 2010. لقد رأينا كياسته ولطفه وإدراك عقله وانفتاحه على الترحيب بجميع من قابلهم”.

وأضاف: “كان رجلاً شهماً وعالماً وراعياً وتقياً بكل ما تحمله تلك الكلمات من معاني- وكان قريباً من الرب وخادمه المطيع دائماً”.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك البابا السابق بأنه “عالم لاهوت عظيم كانت زيارته للمملكة المتحدة في 2010 لحظة تاريخية للكاثوليكيين وغير الكاثوليكيين في جميع أنحاء البلاد”.

وقال الملك تشارلز الثالث إنه تلقى نبأ وفاة البابا بنديكتوس “بحزن عميق” وتذكر “بود” لقاءه به خلال زيارة للفاتيكان في 2009.

وقال تشارلز الثالث: “أتذكر أيضاً جهوده المتواصلة لتعزيز السلام والنوايا الحسنة لجميع البشر، ولتقوية أواصر العلاقة بين الطائفة الأنجليكانية العالمية والكنيسة الرومانية الكاثوليكية.”

______________________________________________________________________________________________________

تحليل : عليم مقبول

محرر الشؤون الدينية في بي بي سي

بوفاة البابا بنديكتوس السادس عشر، فقد العالم الكاثوليكي مخزناً لا يضاهى من المعرفة اللاهوتية والفكرية والتجربة الحياتية العملية.

وبينما لم يتغير الكثير فيما يتعلق بالنقاش المذهبي العقائدي في الفاتيكان خلال العشر سنوات تقريباً التي انقضت منذ تنحيه عن منصب البابوية، فإن ما تغير هو روح البابوية.

فالبابا فرانسيس يُعتبر على نطاق واسع صاحب منهج رعوي أكثر من أي شيء آخر وتظهر تعييناته للكرادلة تحولاً واضحاً نحو آسيا وأمريكا اللاتينية.

ففي السنوات الأخيرة، أصبح البابا السابق بمثابة مانعة صواعق بالنسبة لبعض المعارضين للبابا الجديد، مع أنه لم يبدُ عليه أنه يود ذلك.

وهناك تكهنات بأن البابا فرانسيس، الذي يعاني هو نفسه من اعتلال الصحة، كان يفكر بالتنحي، لكنه كان متردداً من فعل ذلك، إذ إن هذا سيعني وجود 3 بابوات في روما.

لم يكن الأمر وكأن هناك “شخصين في منصب البابا”، لكن وعلى الرغم من خلافاتهما، فقد كان هناك احترام كبير وفق مختلف الروايات بين البابا السابق والحالي.

ومن المرجح أننا سنسمع عن ذلك في الأيام القادمة وبخاصة في عظة البابا فرانسيس بجنازة البابا الراحل بنديكتوس التي ستقام الخميس.

______________________________________________________________________________________________________

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن البابا بنديكتوس “عمل بروحه وذكائه من أجل عالم تسوده مشاعر الأخوة بشكل أكبر”. وقال إن أفكاره وصلت إلى الكاثوليكيين في فرنسا وحول العالم.

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إن البابا بنديكتوس كان “عملاقاً في الإيمان والمنطق”.

وأضافت: “لقد كرس حياته لخدمة الكنيسة العالمية وتحدث، وسيواصل الحديث، إلى قلوب وعقول الأشخاص بالعمق الروحي والثقافي والفكري لسلطته التعليمية”.

أما المستشار الألماني أولاف شولتز فقال إن البابا بنديكتوس كان، بالنسبة للكثيرين، وليس فقط داخل ألمانيا “شخصية مؤثرة في الكنيسة الكاثوليكية، وشخصية مثيرة للجدل وعالم لاهوت ذكيا”.

وقال الرئيس الإيرلندي مايكل دي هيغنز إن البابا السابق سيبقى خالداً في الذاكرة بفضل “جهوده الدؤوبة من أجل إيجاد طريق مشترك لتعزيز السلام والخير في جميع أنحاء العالم”.

من جانبه، قال رئيس أساقفة كانتربيري، جاستين ويلبي، إن البابا بنديكتوس كان “واحداً من أعظم علماء اللاهوت في عصره، فهو مخلص في إيمانه بالكنيسة وقوي في الدفاع عنها”.

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالبابا الراحل واصفاً إياه بأنه “مدافع عن القيم المسيحية التقليدية” في خطابه إلى الأمة بمناسبة العام الميلادي الجديد.

حافظ البابا فرنسيس (يسارا) على التواصل مع سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر منذ تنحيه عام 2013 (صورة أرشيفية)

وفي أعقاب انتشار خبر وفاة البابا السابق، بدأ الناس بالتجمع في ميدان “سانت بيتر” في روما.

وقالت آناماريا، 65 عاماً، وباتريشيا، 64 عاماً، واللتان تزوران الفاتيكان قادمتان من مدينة بولونيا الإيطالية الشمالية، إنهما ذهبتا إلى هناك على الفور حال سماعهما بخبر الوفاة.

وقالت آناماريا لبي بي سي: “جئنا إلى هنا للصلاة. لقد كان حبراً عظيماً، مختلفاً بالتأكيد عن فرانسيس، فقد كان مفكراً وعالماً كبيراً. وسنتذكره دائماً شأننا في ذلك شأن بقية رعايا الكنيسة”.

وقالت باربرا بيرنانداس، وهي سائحة من مدينة برشلونة الإسبانية، إنها وصديقها شعرا بالذهول عندما سمعا الأخبار.

وقالت: “علمنا بوفاته عندما كنا في ميدان سانت بيتر. وكان دليل سياحي يخبرنا لتوه عن المكان الذي يعيش فيه بنديكتوس، الأمر يبدو سريالياً. ما الذي سيحدث الآن؟ هذا الوضع غير مسبوق، فليس هناك بروتوكول يتبع حول ما سيحدث الآن. بالتأكيد إنها لحظة تاريخية غير مسبوقة”.

وكان البابا السابق كان مريضاً منذ فترة، وقالت سلطات الفاتيكان إن وضعه تدهور بسبب تقدمه في العمر.

وكان البابا فرانسيس قد ناشد الأربعاء جمهور المصلين في الاجتماع الأخير له هذا العام أن يصلوا “صلاة خاصة من أجل البابا السابق بنديكتوس”، الذي قال إنه مريض للغاية.

كان بنديكتوس، المولود في ألمانيا باسم جوزيف راتزينغر، يبلغ من العمر 78 عاماً في 2005 عندما أصبح واحداً من أكبر البابوات سناً الذين يتم انتخابهم.

وخلال الجزء الأكبر من فترة توليه مهام منصبه، واجهت الكنيسة الكاثوليكية اتهامات ودعاوى قضائية وتقارير رسمية حول عقود من الانتهاكات الجنسية بحق أطفال من قبل الكهنة.

وفي وقت سابق من هذا العام، أقر البابا السابق بارتكاب أخطاء في طريقة التعامل مع قضايا الانتهاكات بينما كان رئيس الأساقفة في ميونيخ خلال الفترة بين 1977 و 1982.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى