آراء

كيف أصبح موقع سودانايل الإلكتروني ارتكازا لأنصار ميليشيا الجنجويد الإرهابية؟

عبدالغني بريش فيوف

بدأ موقع سودانايل الإلكتروني، موقعا سودانيا مستقلا، ينشر كل المقالات والموضوعات دون حذف، بإعتبار ان تلك المقالات والموضوعات، تعبّر عن آراء كُتابها. كان هذا هو خطه الأساسي حتى بعد اعتداءات ميليشيا الدعم السريع على الجيش السوداني في 15 ابريل 2023 بفترة قليلة. لكنه، ولشيء في نفس ادارة القائمين على الموقع، انقلبت الأمور رأساً على عقب، وأصبح الموقع مرتكزا لأبواق ميليشيا الجنجويد، دون مرعاة للأصوات التي تفضح وتعرّي هذه الميليشيا التي ترتكب من الجرائم ما لم يرتكبها أي نظام آخر في السودان في حق الأبرياء والعزل، تحت عنوان البحث عن الفلول وتفكيك دولة 56!!

أنا هنا لا اتهم موقع سودانايل بالإنحياز لميليشيا الجنجويد هكذا، جزافا دون سبب، بل لدىّ ما يثبت كلامي هذا. فمثلا سبق ان بعثت بمقالين لإدارة الموقع لنشره على صفحاتها -تحت عنوان “ ميليشيا الجنجويد والموالاة من مثقفاتية السودان القديم، ومقالا آخرا بعنوان “ الأغبياء يتساءلون.. هل دخلت «الحركة الشعبية» في حلف مع «الجنجويد» ضد الجيش؟. إلا ان المقالين لم يجدا طريقهما للنشر على صفحات الموقع، الأمر الذي جعلني اكتب رسالتين للأخ طارق الجزولي مدير الموقع، استفسر فيهما عن سبب عدم نشر المقالين!!

لم يرد الأخ/طارق الجزولي مدير الموقع على الرسالتين، وهو الذي كان يحرص دائما على الرد على الرسائل الخاصة في بريده الالكتروني.

يوم 16 ديسمبر 2023، بعثت بمقال ثالث تحت عنوان (الحاضنة الجنجويدية في اقليم جبال النوبة تلغي التعايش السلمي مع النوبة)، إلا ان هذا المقال لم يجد طريقه للنشر ايضا، ليتضح لي جليا ودون ادنى شك، أن الموضوع يتعلق ببيع الذمم -ولمّا لا، وفي السودان، كل شيء يُباع. الضمائرُ تُباع، الذّمم تُباع، الوظائف تُباع، وسائل الإعلام تُباع، حتى الشعوب السودانية، استُرخِصت قيمتُها ودخلتْ غمار المزاد العلني كأيّة سلعة من السلع.

ميليشيا الجنجويد، استطاعت خلال الفترة الانتقالية في السودان، أن تشتري.. الأحزاب السياسية، وسائل الإعلام والصحافة، المواقع الالكترونية الأخبارية، اصحاب مواقع التواصل الاجتماعي، ضباط الجيش والشرط السودانية، الإدرات الأهلية والطرق الدينية، وولخ. والمؤسف حقا، ان عملية الشراء هذه، تمت بأموال ومن خزانة الشعوب السودانية المغلوبة على امرها.

إنه لأمرٌ محزن حقاٌ، أن ينقلب موقع سودانايل على ادعاءاته السابقة، كونه موقعا سودانيا مستقلا مفتوحا لكل السودانيين، ليصبح بوقا اعلاميا يقوم بدور خطير في تزييف الواقع والتضحية باستقلاليته في سبيل تحقيق مصالح ميليشيا “الجنكوز”.

نعم، عندما تنخرط أية وسيلة إعلامية في جهد اتصالي مُخطَّط ومُنظم خلال فترة زمنية معيّنة ترويجا لقصص مُختلَقة أو بيانات مُلَفقة أو تصريحات مُزيفة يُراد لها أن تكون الموضوع المُفكر فيه من أجل إقناع الجمهور السوداني بسردية وَهْمِية -والسردية هنا، هي سردية الجنجويد، فإنها تكون اختارت الدعاية نمطا اتصاليا لنشر آراء ميليشيا الجنجويد ومواقفها، مُتعمدَة صناعة وتشكيل اتجاهات مُؤَيدة لقضيتها وأطروحاتها أو تعديل هذه الاتجاهات فكريا ونفسيا والتأثير في السلوك الجماهيري.

نعم، عندما يختار موقع سودانايل، نشر آراء مؤيدي ميليشيا الجنجويد على صفحاته ومنع نشر الآراء الأخرى، فإنه قد تخلى عن دوره، كإعلام حر ومستقل، يعمل فى تغذية المجتمع بالمعلومات والحقائق عن كل ما يحدث فيه، وافادة المواطن في الوقوف على كل المستجدات، ليصبح بوقا لميليشيا لا تترد في اغتصاب النساء وقتل الابرياء وتدمير البُنى التحتية للدولة وغيرها.

سودانايل، يصطنع خبرا واقعة لم تحدث ويحاول أن يلبسَها ثوب الواقع، ترويجا لميليشيا (الجنجويد) وأجندتها السياسية من أجل إحداث التأثير المقصود في الجمهور السوداني والتحكم في الرأي العام وإيهامه، بأن هذه الميليشيا تحارب الفلول والكيزان وتسعى لتحقيق الديمقراطية والعدل والمساواة، لكن مثل هذه الفبركة لا تنطلي على شرفاء السودان واحراره من أصحاب الضمير الحي والمبادئ.

عزيزي القارئ..

إن خير طريق مختصر لمعانقة الحقيقة هو الحقيقة ذاتها. فليوضح موقع سودانايل للشعوب السودانية، الملابسات والظروف التي جعلته يخرج عن استقلاليته ليرتمي في أحضان ميليشيا الجنجويد ومؤيدها من أصحاب ركوب حصان الإنبطاح المرتزق وارتداء أحذية الذل والهّوان!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى